تشن القوات الأجنبية في أفغانستان بقيادة الولاياتالمتحدة عدة عمليات في هذا العام من النوع المحرق والكاسر والكاسح ضد حركة طالبان مع العمل الدؤوب لكسب ود الأفغان.. إلا أن عدد الضحايا المدنيين فاق أمثاله في السنوات الماضية في العمليات البرية والقصف الجوي. وقد كانت وسائل الاعلام تبث أخباراً وتقارير مشفوعة بالنداءات المتكررة والوعود المغرية بكل من ينضم إلى صفوف القوات الحكومية والأجنبية في محاربة طالبان والابلاغ عن قياداتها وعناصرها الهامة وتقول إن نصف الشلل قد أصاب الحركة التي تأكد مقتل قادتها ، ولم تضعف معنوياتها. وأهم حليفين للولايات المتحدة في الحرب على أفغانستان والعراق بل والاسلام وهما فرنساوبريطانيا بدأتا تعلنان عن اقتراب موعد انسحاب قواتهما من أفغانستان ابتداء من العام المقبل حيث وجدت حكومة المحافظين الجديدة في بريطانيا أن خسائرها تتفاقم في أفغانستان والعراق في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي بدأت في أمريكا ومالبثت أن امتدت إلى الدولتين العظيمتين سابقاً ومعهما ألمانيا واليابان وما يتبعهما من أنظمة موالية أو متعاونة في السياسات الخارجية والعسكرية. وقد أبدى قادة عسكريون واقتصاديون في دول التحالف العسكري الخارجي قلقهم من فشل العمليات العسكرية والأمنية الكبيرة الجارية منذ أسابيع في أفغانستان وفي منطقة القبائل الباكستانية المحاذية لأفغانستان رغم القوة والعتاد العسكري الذي كان يعقد عليه الأمل في حسم المعركة في قندهار وهلمند في غضون أيام واعادة السيطرة عليهما من قبضة طالبان والقبائل الموالية لها. فالخسائر اليومية في صفوف الناتو كبيرة بشرياً ومادياً وهو أن الغرور لايولد إلا الخزي والهزائم، وهو ماكان فعلاً من اعتراف القادة العسكريين بضرورة تأييد خطة حامد كرزاي اجراء مفاوضات مباشرة مع قادة حركة طالبان لانضمامهم إلى الحكومة في كل مفاصلها ولكن قادة الناتو لايريدون الظهور بالضعف وإن كانت النتائج مخيبة والمؤشرات مخيفة من باب التمني بدون انشقاق في صفوف طالبان وتمرد القبائل والفصائل عليهم تحت تأثير الدعاية والاغراءات المادية التي عرضت عليهم للتخلص من المتشددين وعلى رأسهم المُلا عمر ومعه ابن لادن وأيمن الظواهري ليتسنى لهم اجتثاث القاعدة وطالبان بسهولة في الحملة العسكرية الجارية منذ شهور قليلة.