هناك أناس من الناس يظنون أنفسهم أنهم فوق القانون مثل (آل كابوني) وأنه لم يعمل لهم بل لطائفة أخرى لا تعيش معهم؛ فهم دون النقد وفوق الخطأ ولاتطالهم المخالفة المرورية، ثم لماذا كل هذا العناء في إشارات غبية من حمراء وصفراء وخضراءمختلفة ألوانها؟ يكفي النظر إلى اليمين واليسار بحركة سريعة فإذا اطمأننا من خلوه اخترقناه بأسرع من (جراندلايزر) وبرمجنا حوادث لانهاية لها، فإذا وقعت الحوادث فالمبرر جاهز من القضاء والقدر، ولكن العجيب أن القدر المرسوم في سويسرا وكندا هو غيره في العالم العربي فالحوادث أخف والفجائع ألطف والأرامل والأيتام أقل عددا، والرب وصف نفسه أنه رب العالمين سواء في سويسرا أو العالم العربي فأين الخلل يا ترى؟ يعتبر مالك بن نبي أن تفكيرا من هذا النوع وكائنات من هذا الطراز خطيرة على المجتمع مثل (القوارض) والحشرات الاجتماعية تلتهم بشغف النسيج الاجتماعي وتقطع شبكته الحامية مع الوقت فلا يبقى قانون؟ الإشارة المرورية وضعت بالأصل لمصلحة المواطن فيجب أن يحترمها ويلتزم بها ولو كان في طريقه إلى الصلاة يوم جمعة فالالتزام بالقانون هو نوع من الصلاة الخفية، وعندما أراد رسول الله (ص) أن يشرح الإيمان ويقربه إلى العقول اعتبره مكونا من حزمة تضم ما يزيد عن سبعين خيطا أو درجة ويدخل ضمنها الحياء ورفع الأذى عن الطريق، ولكن ثقافتنا لاتنتبه لمثل هذه الأمور؛ فنحن نلقي بالأذى في الطريق ولانرفعه، وهكذا تزدحم الأرض ببقايا البزر وأكياس النايلو وعلب الكولا، وعندما نذهب فنتمتع بكشتة ليلية أو نجلس في حديقة جهزتها الدولة بالعشب الأخضر والمجلس المريح فإن آثارنا تدلنا علينا من بقايا المخلفات لينقلب لون الأرض الأخضر إلى لون بئيس من الأكياس وعلب البروست الفارغة وعظام الدجاج المرمية والكشتب المندلق يلطخ الأرض بلون أحمر قان زيادة في ألوان لوحة التخلف. وعندما تقع الواقعة وتكون المخالفة المرورية من حجم الجبل ويضبط الشرطي المخالف يصبح الموقف شائكاً فهو انتقاص للمواطن أن يعاقب على المخالفة فهو وطنه يحلو له أن يفعل به مايشاء وهي حقيقة ، ثقافة عرجاء حولاء وقد تحل المشكلة أخيراً بطريقة تبويس الشوارب؟ يروي لي صديقي ، طبيب تخصص في ألمانيا أنه كان في إحدى ليالي مناوباته وجاءه فريق سياسي كبير يضم المستشار الألماني السابق (جيرهارد شرورد) ومعه مرافقه الكبير وفي نفس ليلة الزيارة فوجئ الطبيب أن الشرطة تقتاد مرافق المستشار لفحص عينة الكحول من دمه التي قد يترتب عليها في ألمانيا سحب رخصة القيادة؟ يعترف زميلي بأنه أسر له أن يساعده في الخلاص من قبضة الشرطة فأبى الرجل إلا أن يخضع مثله مثل بقية الشعب الألماني لنتائج عمله ، كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا .