تالياً نتوقّف مع الباحث الدكتور عبدالله الزّلب حول مفهوم ثقافة القات، واستطراداً، الجدل المستديم حول ماهية الثقافة، ونلاحظ من خلال المتابعة لتفاصيل هذا الموضوع الإشكالي أن القات في اليمن يؤسس لثقافة مجتمعية حقيقية، تتمثل في نمط الحياة المقرون بتناول هذا النبات. وهنا يقرر الباحث أن «مجتمع البحث» المتعلق بالقات يتّسم بالتعقيد والتحولات المستمرة مما نجد تفصيله في الفصول اللاحقة للبحث . وفي الفصل الثاني من كتاب «ثقافة القات في اليمن» نتوقّف مع علاقة القات بالإدمان من خلال معرفة التراكيب الكيميائية للنبتة، وأثرها الفسيولوجي على الجسم، ومدى مُحايثتها للمخدرات المعروفة في العالم، وسنرى أن المرجعيات الإحصائية، والتقارير الدولية حول تصنيف القات تحتل مكانة واضحة في التدليل على ما يذهب اليه الباحث . وفي الفصل الثالث يترحّل بنا المؤلف مع القات والتاريخ من خلال تبيان الآراء المتعددة حول تاريخ القات بوصفه نباتاً استعمل لأغراض مختلفة، وفي السياق يضعنا في صورة الأبعاد الميثولوجية الأسطورية في التعاميم التاريخية حول القات، ثم يعرج إلى المقاربات الأكثر انتشاراً حول دوره واستعماله في اليمن . وقي الفصل الرابع يتحدث المؤلف عن العلاقة بين القات والمصلحة، موضحاً الجوانب الإيجابية والسلبية، مما يتّسع للنظر والجدل الخلاق، ويستعين الباحث بجداول إحصائية موثقة، رابطاً هذه الظاهرة بسلسلة التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدتها الساحة اليمنية على مدى العقود الأخيرة المترعة بالمفارقات والعواصف السياسية محلياً وإقليمياً. [email protected]