في الختام يقدم المؤلف الدكتور عبدالله الزلب في كتابه بعنوان «ثقافة القات في اليمن - مقاربة سوسيولوجية» الذي استعرضناه على مدى الأيام الماضية.. يُقدم خلاصة واسعة للبدائل الممكنة، رائياً لأهمية توسيع القاعدة المعرفية للظاهرة، والعوامل التي ساعدت على رواج القات، وأهمية التعريف بمضاره، وضرورة إزالة الغموض السائد في الأوساط غير اليمنية تجاه القات، والعمل على ترشيد زراعة القات، معتبراً أن الهدف النهائي المرجو هو تحقيق «يمن بلا قات». واستطراداً يقدم المؤلف مصفوفة واسعة من التدابير الإعلامية والإرشادية والاقتصادية والثقافية التي تستحق الدراسة والتعميم . ••• تعمّدتُ أن أقدم هذا العرض المختصر للكتاب لشعوري بأن تقديم هذه الومضة لا تعني إعادة كتابة المكتوب، بل تساعد على استجلاء جواهره المنتظمة في عقد فريد. فالدر يزداد حسناً وهو منتظم وليس ينقص قدراً غير منتظم تكمن فرادة هذا الكتاب فيما يلي : • المنهج العلمي الابستمولجي المقرون بالإحصاءات، وتقديم التحليل المناسب لها في كل حالة ، مع تتبع مسارات التحول . • النزعة المستقبلية الواضحة الكامنة في أساس التوقعات التي أومأ إليها الباحث وهو في معرض حديثه عن التدابير الممكن اتخاذها حتى لا ينفرد القات بثقافة «التسلّي والتخلي» في اليمن . • الإحصاءات الدقيقة، والتفاصيل الكافية الوافية، المرتبطة بثقافة القات على جميع المستويات. • التضمينات السيكولوجية والباراسيكولوجية والسيوسيولوجية والفيسولوجية التي تجعلنا نتمثل ونُحاصر القات معرفياً وإدراكياً. • الاحتساب الدقيق والموضوعي لأي تدبير يتخذ لمكافحة الآثار السلبية للقات، على اعتبار أن أي قرار لا يضع بعين الاعتبار طبيعة الظاهرة، ولا يستبق الفعل بدراسة متأنية، لن يؤدي إلى معالجة المشكلة . • تبيان تهافت الآراء السابقة على المعرفة.. ذات الطابع الاستنسابي، والتي تقرن التخلف في اليمن بالقات. • الرد على الآراء التي تشير بالبنان للمخدرات والمسكرات حالما يتم ذكر القات، في نوع من التبرير غير المنطقي لآثار القات السلبية . • بلغة رشيقة سهلة ومرنة في آن واحد وضعنا المؤلف أمام الموضوع، فيما جاءت الحصيلة نتيجة منطقية لبحث مستفيض، واشتغال حميد، دونه مئات المراجع، وعشرات الدراسات المحكمة. • وضع الباحث المشرط على الجرح، عندما قال كلمته الموضوعية، ودونما تعسف على الحقائق، مع الحرص على وضع مصفوفة شاملة من المقترحات القابلة للتطبيق حصراً.