يعاني من مرض فقر الدم المنجلي S.C.A “تكسرات الدم” وهو مرض دم وراثي مزمن ومعاود بأعراضه المزمنة والمتكررة، منها الحمى وفقر الدم الحاد والآلام المفصلية والعظمية وألم البطن، بالإضافة إلى تعرض المريض للإصابة بنوبات المنجل “التكسر” العينية والرئوية والدماغية.. والتعرض أحياناً لحادثة التشفي في الطحال “وهي مميتة في الغالب” وهي ناجمة عن تعرض المريض للشدات النفسية والاجتماعية.. ونقص “الأكسجين” وحالات الجفاف والتعرض للبرد والرشوحات والإجهاد الحركي والذهني كما قد يتعرض للانتانات بسبب نقل الدم وتدني مستوى المناعة لديه، ولذلك فالمريض غالباً يراجع المراكز الطبية والصحية للمعالجة ونقل الدم المتكرر واحتياجه للعلاجات اليومية مدى الحياة. هكذا يؤكد تقرير مركز الشهيد محمد الدرة الطبي لأمراض الدم، والذي ينام مرسل سعيد حالياً بجواره بالإضافة إلى عشرات “الروشتات” وفواتير باهظة الكلفة.. ومنذ نعومة أظافره لم يغب عن مراكز الدم والمستشفيات والعيادات المتخصصة كلما داهمته أعراض المرض وبإمكانيات متواضعة يجابه كل ذلك. 19عاماً مرت من عرض المرض كلفت والده الكثير.. وبالكثير من الصبر يواسي فلذة كبده ويخلصه من معاناته، مع الحرص على توفير “علاج الهيدرا” له ولأخوانه «محمد» و«افادة» المصابين أيضاً بفقر الدم “المنجلي” ويكلف ذلك مبلغاً يزيد عن “50” ألف ريال شهرياً كون العلاج المذكور غالباً ما يغيب عن صيدليات المستشفيات الحكومية ووزارة الصحة ملتزمة بتوفيره مجاناً بحسب معلومات العديد من المرضى. منذ صباح الخميس 2رمضان الجاري ومرسل سعيد لم يغادر فراش المرض باستثناء رحلته إلى المستشفى أو مركز محمد الدرة برفقة والده ويعود أدراجه مسنوداً بعشرات الأصناف من الأدوية الخاصة “بفقر الدم” والأعراض المصاحبة له، غير أن حالته لم تتحسن وكان بحاجة إلى سرير في مركز الدم الوحيد بتعز والمكتظ بمئات المرضى لذا فضل مرسل أن يعيش فصول المعاناة بجوار والديه وإخوانه.. فقر الدم المنجلي لم يقف حائلاً بين مرسل وإكمال مشواره التعليمي، فلهذا الشاب طموحات وآمال قد لا تتوفر عند الأصحاء. العام الفائت استل من غمد الألم سيف الأمل وامتطى صهوة جواد الطموح ولم يرضخ لتعليمات الأطباء التي كانت ملزمة له بعدم مغادرة منزله وأخذ قسط كبير من الراحة، فخاض غمار امتحانات الشهادة الثانوية ولم يتغيب، وكان حينها يعود من المركز الامتحاني ويتجه صوب مركز أمراض الدم لمعاينة حالته. «مرسل» حصل على معدل مرتفع وكان مُرضياً بالنسبة له، غير أنه بحاجة إلى من يقف بجانبه في استكمال مشواره التعليمي والحصول على الشهادة الجامعية . ماذا لو منحته وزارة التعليم العالي منحة داخلية مراعاة لمعاناته، ودعماً لشاب قهر اليأس والألم ليشارك أمثاله في خدمة الوطن، أو ما الذي سيحدث لو مكنته وزارة الخدمة من وظيفة من جملة الوظائف التي يظفر بها كل من هب ودب، لا لشيء وإنما خوفاً على أحلامه من أن تذهب أدراج الرياح؟!.