إنها خلاصة لتجارب إسلامية تثبت أن الصوم فيه الصحة التي يبحث عنها الإنسان سواء كان مسلماً أو غير مسلم ,وقد تأكد هذا من الناحية الطبية والحالات التي كان الصائم يعاني منها في سائر أيام السنة يأكل فيها ما يريد ومتى ما أراد وتزيد الأطعمة ذات الروائح المشهية والمناظر المغرية والمذاق الشهي فلا يترك لمن أكلها سابقاً مجالاً للهضم ولا للمعدة راحة. إن الصوم لمرضى السكر الذي لم يصل إلى الدرجة التي يستخدم فيها الأونسلين, فيه قوة وحافز على النشاط ويشعرك بالخفة والنشاط والرغبة في السير والحركة طوال الوقت , بل إن البعض يؤكدون أنه يحسن الطباع والمرح عكس أولئك الذين يتغير طباعهم في رمضان ويغلب عليها السلوك والمزاج المتوتر وضيق الصدر فيحدث مايحدث بينهم وبين غيرهم بما فيهم أقرب الناس إليهم أكثر مماهو الحال في أيام الفطر وهؤلاء لايقبلون النصح بالتحلي بأخلاق الصائمين.. ويقول بعض القدماء من اليمنيين إن القات سبب هذه التغيرات في اخلاق الصائمين وتعاملهم مع الآخرين لاسيما في السنوات الثلاثين الماضية ويرجعون ذلك إلى المواد الكيماوية والساعات الطويلة التي يقضيها معظم الناس في الجلوس لمضغ القات في مجالس كبيرة أو متوسطة أو صغيرة , ويضاعف من مخالفاتهم أو اختلافهم عن السابقين الذين كانوا يستعينون بالقليل من القات على أداء أعمالهم في الأرض والبناء ويحرصون على أداء الصلوات في أوقاتها مهما كانت تلك الأعمال كثيرة وبعد ذلك يستأنفون نشاطهم بكل سرور وسعادة.. وصوم بعض الناس ليس فيه إلا الجوع والعطش وقلة النوم والعنصر الأخير بإمكان هذا الصائم الذي يتجاهل الشروط والفضائل التي تجعل الصوم جنة ان يتجنبه إذا أراد الأجر في الدنيا والآخرة والعلاقة الطيبة للصائم تسير في الاتجاه الصحيح لمضاعفة الأجر وحب الناس واحترامهم لكل من يتحلى بالصفات التي سار عليها السلف الصالح في جعل شهر رمضان فرصة ثمينة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحات والحرص على نيل الجائزة التي وعد بها الله كل من يؤدي فريضته التي اختص نفسه بها.. لكن المفاهيم المادية طغت على القيم الدينية وتحول هذا الشهر المبارك إلى مزاد لرفع الأسعار والغش الغذائي والحيل والأكل المفرط من كل مالذ وطاب فاعتلت صحة المتهورين والتقت في اضرارها مع القات الذي اصبح محور اهتمام وشغف الشباب من الجنسين أكثر من كبار ومتوسطي السن ولم ولن تجدي المحاولات لنجاح ثقافة حماية الشعب كله والأرض والمياه من آفته المنتشرة والمتقدمة يوماً بعد يوم على معظم الأراضي الزراعية وسيطرته على عقولهم أكثر من اهتمامهم بما ينفعهم في المستقبل ويبعدهم عن الأمراض السرطانية التي ظهرت وتنوعت منذ أن ادخلت المبيدات الكيماوية الخطرة على زراعة القات والخضروات والفواكه.. أنا أعتقد وأتخيل أن الصحة ستسوء والأمراض والفساد والربا والاحتيال سوف تحل محل القيم والنواهي التي منها مايحويه العنوان من أن الصيام يجلب الصحة وأن كل مايكتب في الجرائد وينشر في الكتب لن يغير من الواقع شيئاً إلا إذا نزلت معجزة يرحمنا الله وينقذنا بها من انفسنا وسيئات تصرفاتنا.