البحث عن طاقة بديلة للبترول ومشتقاته بما في ذلك الغاز الطبيعي والمسال جارٍ ولكن في الدول الكبرى جنباً إلى جنب مع اختراع السيارات التي تعمل بالكهرباء من أجل التخلي عن الوقود التقليدي البترول والديزل .. وبين وقت وآخر تعرض نماذج للسيارات الصغيرة التي تتجاوز سرعتها المائة كيلومتر في الساعة وببطاريات مشحونة لأكثر من مسافة أربعمائة كيلومتر ويمكن شحنها بسرعة مذهلة من أي محطة في مدينة أخرى واقعة على الطريق العام بين المدن المتباعدة. وتحتل المشاريع النووية السلمية لإنتاج الطاقة الكهربائية لمواجهة الطلب المتزايد عليها دون استثناء في أنحاء العالم وتبذل الدول النامية بما فيها المنتجة للبترول قصارى جهدها لإقامة أكثر من محطة لإنتاج الكهرباء النووية تحت إشراف وبمعرفة وكالة الطاقة الذرية الدولية وضمن اتفاقيات بين الدول المصنعة لهذه المحطات والدول المستوردة , ليس فيها أسرار ولامخاوف من الدول الأخرى سوى اسرائيل التي عارضت وتعارض مثل هذه المشاريع في الدول العربية وعلى رأسها مصر والدول الإسلامية وفي مقدمتها إيران. فبالنسبة لإيران فالشكوك التي قد لاتكون صحيحة من أن برنامج إيران النووي الذي تسميه سلمياً وهو برنامج ضخم يتوزع في أنحاء كثيرة من الجمهورية الإسلامية وتعارضه بشدة اسرائيل والدول الغربية بحجة أنه للأغراض العسكرية ويهدد اسرائيل والدول المجاورة مستغلين التصريحات التي يطلقها الرئيس الإيراني وبعض المسؤولين في حكومته ضد هذه الدولة النووية التي تقدر الرؤوس النووية فيها بمائتي رأس وأخذت هذه المشكلة الكثير من الاتهامات المتبادلة حيث تنفي إيران سعيها لصنع سلاح نووي وإن كانت قد أصبحت قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصب.. بينما تصر اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على طبيعة برنامج إيران العسكري , وأخيراً أو مؤخراً توقع مسؤولون أمريكيون أن إيران ستكون بعد سنة من الآن قادرة على تجربة أول قنبلة نووية مع التقدم في صناعة الأسلحة المتعددة جواً وبراً وبحراً وخاصة الصواريخ والغواصات والمدمرات التي تستطيع شل حركة الوجود البحري الغربي في الخليج إذا وقعت الحرب. الآن تسعى معظم الدول إلى امتلاك الطاقة النووية لتوليد الكهرباء, وقد لايمر وقت طويل حتى تستغني هذه الدول أي الصناعية عن البترول كطاقة في كل المجالات بل ستتحكم بالدول المنتجة للبترول وغيرها باعتبارها تملك زمام السيطرة على الصناعة من ألفها إلى يائها ولن تجد الدول العربية بالتحديد ومن بينها الدول المنتجة للبترول مفراً إلا الخضوع والبقاء في ذيل الدول التي خططت مسبقاً للمستقبل ووضعت احتمالات عديدة للتقلبات السياسية التي تستهدف إخضاع العرب والمسلمين لمصلحة اسرائيل والراعين لها منذ نشوئها عام 48م. أما بلادنا فهي تواجه منذ سنوات عجزاً كهربائياً بسبب زيادة الطلب ودوراناً حول مشاريع كهربائية صغيرة وأخرى قديمة وتزيد من حدة المشكلة الإدارة السيئة والفاسدة للكهرباء على مدى ثلاثة عقود على الأقل , فاقت فضائحها السمع والبصر وفي نفس الوقت لم تسلم محطات وخطوط الكهرباء من الأعمال التخريبية التي تستنزف المزيد من الأموال وتبطئ عملية بناء محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز في مأرب.