ينبغي التأكيد على أهمية الاستفادة الروحية في خواتيم الشهر الكريم، خصوصاً ونحن في العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر، وهي الليلة التي خير من ألف شهر بالإضافة إلى أن الثلث الأخير من شهر رمضان الكريم فيه عتق من النار، فهل من نعمة أعظم من هذا كله لمن أدرك صيام شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟! إن الفائدة التي ينبغي الفوز بها في الشهر الكريم الصدقة الجارية التي تنفع المتصدقين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. إن الحالة الاستثنائية التي يعيشها الفقراء في شهر رمضان تجعل أهل القلوب الرحيمة تجود بالعطاء مما أعطاها الله سبحانه وتعالى، وتنفق بسخاء، خصوصاً أولئك الذين جربوا الفقر فإن عليهم في هذا الشهر الكريم أن يتذكروا حالتهم قبل ماهم عليه اليوم من النعيم، وبالتالي الشعور بجور الفقر خصوصاً على ذوي النفوس العزيزة الذين يقفلون على أنفسهم بيوتهم ويتضورون جوعاً، وهؤلاء وأمثالهم ينبغي البحث عنهم وتفريج كربهم وقضاء حوائجهم ، لأن هذا الفعل الإنساني أعظم وأنبل فعل عند الله سبحانه وتعالى، ولا يقوم به إلا أولو العزم من الرجال الذين آثروا أجر الآخرة على زخرف الدنيا وزينتها، وهؤلاء هم الذين سيفوزون بالعتق من النار والفوز بالجنة. إن الفقر عدو لدود للإنسان ولا يمكن مواجهته إلا بإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي ، والتراحم بين الناس والإنفاق على ذوي الحاجة والفاقة، دون منّ أو أذى ليكتب الله الأجر في الدنيا والآخرة، فما أعظم من فرّج على فقير معدم، وما أعظم من أدخل الفرحة إلى بيت عزيز فقير، وما أعظم من زرع البسمة على شفاه ذوي الحاجة، وما أنبل من أدخل فرحة العيد إلى قلوب المحتاجين وفك عنهم ضيقهم وفرج كربهم. ولئن كانت العشر الأواخر من رمضان أوشكت على الانتهاء والعيد على أبواب المنازل فإن من العبادة الحسية الإكثار من الصدقة والبحث عن المحتاجين ومد يد العون والمساعدة لمن يحتاج إلى ذلك، وذلك كله من أفضل العبادات عندالله فهل من فائزٍ بذلك ؟ نأمل ذلك بإذن الله.