العالم يعيش عصر السرعة .. وجميع بني آدم في المضمار (( أفراداً- جماعات- أحزاباً- أنظمة- دولاً) كلهم يشاركون في السباق .. مضمار السباق متعدد المسافات : قصيرة ومتوسطة وطويلة.. وكل يختار ما يناسبه ..لأن الذي يتحكم في اختيار المضمار المحدد والمعيّن هو الطموح..وبناءً عليه فطموحات الناس متعددة ومتنوعة. لا شك في أن القدرات والإمكانيات للمتسابق هي التي تحدد مدى الطموح..(وكلٌ يعرف قدر نفسه) ..وحدود طموحه حسب قدراته وإمكاناته..مع العلم أن القدرات والإمكانيات لا تنحصر في الجانب المادي..لأن هناك إمكانات وقدرات عقلية قد تتجاوز بصاحبها أصحاب الإمكانات والقدرات المادية. لندخل قليلاً في العمق..في بلادنا اليوم..ما يحدث من صراع ومشاكل لا يخرج عن السباق الذي نتحدث عنه..لكنه على مستوى وطني ..فهناك (مضمار الفساد) وهناك مضمار العقارات , وهناك (مضمار السوق) وهناك(مضمار التخريب والخطف، والتقطع) وهناك(مضمار القراميط- الحبوب)وهناك( مضمار الإرهاب) وهناك(مضمار التهريب)وهناك(مضمار التسول)وهناك( مضمار اللصوص) وهناك( مضمار الشعوذة) وهناك( مضمار التدين) وهناك (مضمار الثقافة والصحافة) وهناك( مضمار المنظمات الإبداعية والمهنية والمجتمع المدني)..لا أحب الاستمرار في تعدد المضامير ..لأنه باقٍ الكثير منها..ويكفي ما سبق على سبيل المثال والإيضاح. وكل اللاعبين في هذه السباقات يهدفون إلى الثروة ((المادة)) لكن بعضهم اختاروا طرق السباق غير المشروعة، وغير القانونية..فأثروا، واتسعت أملاكهم، وكبرت أعمالهم ومشاريعهم..منها الظاهر، ومنها الخفي ..وفي مثل هذه السباقات لا قيم،ولا أخلاقيات، ولا معايير، ولا ضوابط، ولا قانون ولا شريعة، ولا وازع من ضمير أو عقيدة..فالاحتكار والاستغلال والجشع والنهب والتزوير والقتل، والخطف، والتقطع، والغش، واستغلال النفوذ بأشكاله, والتخريب، والتمرد، والحرب..كل الطرق والوسائل غير المشروعة مباحة في هذه السباقات.. وقس على ذلك المجتمع الدولي..”بس” على أوسع.