لا ندري لماذا هذه الحملات المسعورة ضد الإسلام عامة وضد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكتاب الله المبين (القرآن الكريم) بشكل خاص .. ومن أين تنطلق هذه الحملات مراراً وتكراراً ؟ من دول كبرى محسوبة على العالم انها الأكثر تقدماً وتحضراً والأكثر علماً وتكنولوجيا وثقافة .. الخ مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والدنمارك وغيرهما من دول العالم التي من المفروض ان تكون أكثر احتراماً للأديان وأكثر احتراماً للحضارات وأكثر أخلاقاً والتزاماً بالقوانين التي تحترم حقوق الإنسان وتحترم خصوصيات الشعوب، لكنها وللأسف الشديد عارية تماماً عن أي أدبيات أو مبادئ أو أخلاق تضعها في ميزان احترام الشعوب التي تتعامل معها وتربطها بها علاقات كبيرة ووطيدة سياسية واقتصادية و..و.. الخ وتربطها بها قواسم مشتركة ومصالح عديدة على المستوى العام (الدولي). حقيقة إن هؤلاء البعض المتطرفين لا يثمر معهم معروف ولا تتوفر فيهم أدنى مكارم الأخلاق الفاضلة .. ومهما بلغوا من العلم والتقدم والحضارة فإنهم يظلون حيوانات بشرية متوحشة مليئة قلوبهم بالحقد والكراهية للإسلام والمسلمين قاتلهم الله أنى يؤفكون . ولعل حادثة اعتزام احد المتطرفين الأمريكيين إحراق المصحف الكريم وإن لم تقع الحادثة بسبب بعض الضغوطات التي مورست على هذا القس المتطرف فإنها تمثل مدى الحقد الذي يكنه هؤلاء للإسلام والمسلمين .. لعل في هذه الحادثة ما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن من يتبجحون بالأخلاق واحترام الأديان لا يملكون أي ذرة من أخلاق أو احترام للأديان ولحضارات الشعوب . وبالمقابل فإن مثل هؤلاء كم يثور غضبهم لو ان فعلاً مماثلاً أساء إلى طقوسهم الخاصة أو معتقداتهم ويذهبون إلى وصمه بالإرهاب .. فماذا نسمي نحن المسلمين أعمالهم الدنيئة هذه؟ أليست هي من صميم الإرهاب السيئ الذكر ..؟ وكيف نتعامل مع دول كهذه إذا كان حقدها قد بلغ مبلغه وتعدى على كتاب الله الحكيم ورسول الله الكريم .. دون أي مبالاة أو وضع أي اعتبار لكل الشعوب والحكومات العربية والإسلامية التي تربطها بها علاقات متعددة ؟ . ألا يوحي ذلك بالعنجهية الكاذبة وألا يثبت ذلك ان تقدمهم منخور الضوابط الأخلاقية والإنسانية والروحية ؟ والأدهى والأمر : أين موقف الحكومات الإسلامية وشعوبها المترامية الأطراف حيث لم نسمع أي موقف من أي حكومة عربية أو إسلامية ولو باستدعاء سفراء هذه الدولة المتعجرفة ؟ فهل ينتظرون ان يتمادى هؤلاء المتطرفون فيعتدون على كل شيء , ألا يكفي ما يقوم به المتطرفون الصهاينة من عبث مخزٍ بالمسجد الأقصى ليل نهار وعلى مرأى ومسمع من العالم كله .. ماذا يريد الحكام العرب والمسلمون حتى تنتفض فيهم الغيرة على الدين ؟ . إن التهديد بحرق المصحف الكريم من قبل بعض المتطرفين تحت أي غطاء جريمة كبرى وسوف تكون أكبر لو ظل المسلمون على سكوتهم هذا وخاصة منهم الحكام الذين على عواتقهم تقع المسئولية العظمى في حماية مقدساتنا الإسلامية ولهم من العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول التي تحصل فيها مثل هذه الأفعال ما يزلزلهم .. والمطلوب موقف واحد وصادق الوقوف مع الله نصرةً للدين وكتاب الله الحكيم ورسوله الكريم فإذا كانوا لا يخافون من غضب شعوبهم ألا يخافون من غضب الرحمن الملك الديان سبحانه وتعالى ؟ . يا أمة الإسلام افيقوا من سباتكم العميق فوالله لن تقوم لنا قائمة إن بلغنا من الخنوع المبلغ الذين يجعلنا نصمت ونغض الطرف عن حماية مقدساتنا ودستور ديننا الإسلامي الحنيف (القرآن الكريم) , اللهم فاشهد والله المستعان.