حاجة غريبة - على رأي شادية وعبدالحليم - ولكن في المسألة التعليمية وليس العاطفية. مدارس التعليم الثانوي تخصص فصولها لطلبة التخصص العلمي.. وتستبعد التخصص الأدبي!!. الموضوع يوحي كما لو أننا وزارة ومدارس وأولياء أمور وطلبة نعيش عصر العلم، ونستهدف إحياء كل ما يتصل بالعلوم. لكن الملاحظ هو أن الغالبية الساحقة الماحقة من متخرجي الثانوية القسم العلمي يتجهون إلى كليات أدبية عندما يلتحقون بالجامعة؛ إما لأن هذه هي اهتماماتهم"آداب.. إعلام.. شريعة وقانون.. آثار.. علم اجتماع" أو لأن النسبة المئوية للنجاح نسبة لا تؤهلهم لاقتحام إحدى الكليات العلمية طب.. هندسة.. وما إلى ذلك من الكليات التي تشترط معدلات كبيرة. وهنا أسأل: لماذا لا تعطي الوزارة ومكاتبها ومدارسها القسم الأدبي حقه؛ لا أقول من الاهتمام، وإنما أقول فقط: لماذا يُغلق هذا التخصص في كثير من المدارس الثانوية؟!. في العام الماضي كان هناك فصل دراسي يتيم في مدرسة عمر بن عبدالعزيز في أمانة العاصمة يستوعب طلاب ثاني ثانوي قسم أدبي.. ومع اتجاه الطلبة للتسجيل للثانوية العامة في هذا التخصص فوجئوا باستبعاد الأدبي أصلاً أمام طلاب حددوا خيار الاتجاه إلى كليات أدبية وعلوم إنسانية لا تشترط الثانوية العلمية. لاحظوا أننا نتحدث عن ربط التخصص الدراسي باحتياجات السوق.. لكننا لانزال تائهين في إيجاد العلاقة الموضوعية بين كليات الجامعات وبين مخرجات الثانوية العامة. إن من حق الراغب في الالتحاق بكلية الإعلام أو كلية الآداب أن يدرس الثانوية في قسمها الأدبي، وألا تغلق المدارس أبوابها أمام القسم الأدبي الذي تعترف الوزارة به لكنها لا تلزم المدارس بفتحه أمام الطلاب. أطرح هذه الملاحظة أمام وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي؛ بأمل أن يوجّه إما باحترام المدارس للقسص الأدبي في الثانوية العامة أو بإلغائه علناً؛ حتى يعرف الطلاب رؤوسهم من أقدامهم سلفاً!!.