إن المرحلة الراهنة لا تحتاج إلى التستر على المخادعين والمراوغين الذين لا يقبلون الممارسات الديمقراطية ويحاولون إعاقة التجربة الديمقراطية؛ لأن ذلك كله سيؤثر على شعبية الذين يحاولون التستر أو التكتم, الأمر الذي سيجعل الجماهير تصدر حكمها على المماطل والمسوّف والمخادع والمتستر عليه. ولذلك فإن المطلوب هو الجدية والشفافية والوضوح؛ لأن الاعتقاد بأن الجماهير لم تفهم أسرار التستر الذي قد بات في أمر البطلان, ولأن الجماهير اليمنية تنتظر الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد في 27 أبريل 2011 بفارغ الصبر ولم يعد يقبل بالزيف والمخادعة. ولئن كان الوضع الجماهيري على أهبة الاستعداد لخوض العملية الانتخابية بكامل الحرية والرغبة دون الالتفات إلى هذيان بعض القوى الواهمة فإن على الأحزاب السياسية الفاعلة أن تبادر إلى إعلان موقف واضح وصريح للإسهام في خوض العملية الانتخابية دون مماطلة أو انتظار؛ لأن إرادة الجماهير فوق أية مصالح، فهل تدرك القوى ذلك الفهم؟ نأمل سرعة الإعلان لكسب الثقة؛ لأن مستقبل اليمن مرتبط بالمشاركة السياسية وتحديث التجربة الديمقراطية وليس بقوى التخلف وصنع الأزمات, وهو ما نأمله بإذن الله تعالى. عندما يكثر الحديث عن الممارسات الخاطئة لبعض القوى السياسية, يخلق رأي عام يرفض تلك القوى السياسية التي لا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة وتسعى إلى إعاقة الاستحقاقات الانتخابية الدستورية, وتسعى الجماهير إلى البحث عن البديل المناسب والبرنامج الانتخابي الذي يحقق آمالها وتطلعاتها، وتعلن الجماهير عدم قبولها بالقوى المتخلفة التي لا تقبل التحديث والتطوير المستمر في الحياة السياسية والانتخابية, وهذا ما هو سائد اليوم, فالرأي العام بات على درجة عالية من الوعي والإدراك لمن هو مع الشعب ومن الذي يمارس المماطلة والتسويف في الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي في 27 ابريل 2011م. إن على القوى السياسية الوطنية الحية ذات الرصيد الجماهيري أن تعلن للجماهير رفضها المطلق لكل من يحاول العبث بالإرادة الشعبية أو الذين لا يقيمون وزناً للهيئة الناخبة ويسعون إلى الوصول إلى اتفاقات سياسية لا تمثل الإرادة الشعبية كبديل عن الديمقراطية والوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع؛ لأن مجرد السكوت على مثل تلك التصرفات والمماطلات سوف يحدث ردة فعل جماهيرية غاضبة ضد الأحزاب التي تعتقد بأن الهيئة الناخبة يمكن مصارحتها في لحظة ما لكسب أصواتها, وليدرك الجميع بأن حالة الشفافية التي تعتمد على إطلاع الشارع بما يدور خلف الكواليس في الإعداد والتهيئة للحوار، الأمر الذي يوجد لدى المواطن القدرة على التمييز بين الغث والسمين.