ماذا ينتظر الشعب من الحوار؟ لقد ملّ الشعب المناكفات والمكايدات والمزايدات, وصبر كثيراً على الذين يمارسون الغواية السياسية, التي بسببها ظهرت الفتنة والتخريب وزاد الفساد, ولم يعد الشعب يقبل الاستهانة بإرادته الكلية على الإطلاق, ولايرى الشعب سبيلاً آمناً للتداول السلمي للسلطة غير الانتخابات والوفاء بالالتزامات وتنفيذ الاتفاقات والوصول إلى المشاركة العملية في الاستحقاق الانتخابي, فقد أظهرت الصورة الحقيقية والموضوعية نتائج الحوارات الماضية التي كانت نتائجها الاتفاق على مشروع تعديلات قانون الانتخابات الذي أصرت عليه أحزاب المعارضة, فلماذا كلما أبرمت هذه الأحزاب اتفاقاً انقلبت عليه؟. لقد بات لدى الشعب قدر كبير من الخبرة لاكتشاف الحقائق, ولعل تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية الخاصة بسحب مشروع تعديلات قانون الانتخابات من مجلس النواب استجابةً لمطالب المعارضة - لعل هذه الأحزاب تستفيد إيجابياً من ذلك وتقدم على طرح مالديها على طاولة الحوار - قد كشف الحقيقة للذين مازالوا يعاندون ويرون أن هذه الأحزاب جادة في إيمانها بالديمقراطية, ولتكن مع هذه الفرصة من جديد, ولكن ينبغي الانتباه إلى الوقت الذي يفصلنا عن موعد الاستحقاق الانتخابي القادم الذي ينبغي تنفيذه في موعده المحدد في 27 أبريل 2011م دون تردد. إن الفرصة التي أُعلنت مؤخراً تحمّل أحزاب اللقاء المشترك مسئوليات الالتزام المطلق بالاتفاقات واحترام الإرادة الناخبة, وينبغي احترام التجاوب الذي تلقاه وعدم المماطلة في السير باتجاه الانتخابات العامة لمنع الفراغ الدستوري الذي يخطط له البعض, ولايجوز بأي حال من الأحوال الاستهانة بالإرادة الجماهيرية, لأن ذلك سيؤثر سلباً على شعبية كل من يحاول أن يتجاهل الإرادة الشعبية, ويلتزم بتحكيم هواه فقط, فهل الأيام القادمة تفصح عن جديد المعارضة الذي يعزز الثقة؟ نأمل ذلك بإذن الله.