يلاحظ على بعض الناس السلبية في حياتهم فيقضي حياته المحدودة بأجل مسمى من الخالق جل وعلا، دون أن يحقق شيئاً في تلك الحياة، وهذه السلبية تجعل من وجود الإنسان كعدمه، لأن الإنسان مكلف من الله سبحانه وتعالى بالإسهام في إعمار الأرض وصناعة الحياة الإنسانية، والبعض من الناس يفهم رسالة التكليف بالمساهمة في إعمار الأرض على عكس معناها، فيقوم بتدمير الأرض ويسعى فيها فساداً، ويعلن تدمير الأرض بمن فيها إيماناً من العنصر الفاسد بأن الكون ملكه هو فيزرع الشقاء ويقتل السعادة، فالصنف الأول يسجل موقفاً سلبياً، والصنف الثاني يسجل موقفاً تدميرياً، وكلا الصنفين يصبحان عبئاً على الحياة البشرية. إن الرسالة الإنسانية التي ينبغي أن يفي بها الإنسان في حياته، هي القيام بما أمر الله سبحانه وتعالى، والانتهاء عما نهى عنه، وعلى الإنسان أن يسجل موقفاً يخدم الإنسانية في حياته ويخلف إرثاً قيمياً تتدارسه الأجيال من بعده وتستفيد من أثره، والذي نلاحظ اليوم في مجتمعنا اليمني أن هذين الصنفين السلبي والعبثي يظهر في الساحة من خلال الممارسات الإجرامية والتخريبية والإرهابية والتدميرية، وغير أن الإنسان السالب لم يحرك ساكناً من أجل حماية المجتمع من الخارجين عن الدستور والقانون الذين تعودوا على سفك الدماء، وهذه الظاهرة بحاجة إلى دراسة لمعرفة أسباب السكوت والخنوع للإرهاب والإجرام والتدمير والتخريب، لكي نحصن الأجيال من الانزلاق إلى هاوية الساكتين أو هاوية المدمرين، لأن الاثنين أصبحا في خانة الشيطان الفاعل للإجرام والساكت عليه. إن الإنسان السوي في سلوكه قادر على إعمال عقله، والاتجاه نحو حماية الإرادة الكلية للمجتمع ومنع الفاسد والمدمر والمخرب والخارج على الدستور والقانون صوناً لحياة الكافة، ومنعاً لعبث شياطين الإنس، ولا يجوز أن يكون الإنسان سلبياً وغير قادر على قول الحق مطلقاً لأن الاستمرار في السكوت على الإجرام فساد في الأرض، فهل يدرك الذين يلتزمون الصمت على التخريب والتدمير والإرهاب أنهم كالفاعلين؟ وهنا لابد من القيام بنشر الوعي المعرفي لإزالة الغشاوة التي سيطرت على البعض ليعرف الحق من الباطل وهذا النهج حياة ينبغي القيام به لحماية كيان الدولة بإذن الله.