الأحرار دائماً هم من يحملون مشاعل الحرية لشعوبهم، وهم الذين يتحدون المصاعب ويقهرون الإحباط، وفي سبيل ذلك يتجرعون العديد من المتاعب، ويحملون رؤوسهم على أكفهم، ويبذلون النفس والنفيس، ويسلكون أصعب الدروب من أجل حرية شعوبهم ونيل الاستقلال وفرض السيادة السياسية والقانونية على كل شبر من أرض الوطن الغالي، والأحرار المناضلون هم الذين نذروا حياتهم من أجل الوطن، وفي سبيله يحلو لهم الموت، ولا يذوقون طعم الحياة أو يشعرون بالعزة والكرامة إلا على تراب الوطن، لان الأحرار جعلوا من الوطن حياتهم اليومية يفضلون الموت دونه. إن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر قدمت دروساً خالدة، وسيراً عطرة لأحرار الوطن، وسجلت في ذاكرة الشعب أعظم المواقف الوطنية والإنسانية التي نحتوها في ذاكرة الشعب كمن ينحت في أصلب الصخر، ولأنهم نحتوا تلك المواقف نحتاً في الذاكرة الجمعية أو الكلية للشعب اليمني الواحد الموحد، فإنهم سيظلون أمثلة حية تذكر الأجيال بأهمية حب الوطن وبذل الغالي والنفيس في سبيله، ومدرسة ينهل منها جيل الثورة والوحدة وكل الأجيال القادمة، وكل جيل سيضيف رصيداً جديداً إلى هذه المدرسة ينحته في الذاكرة الكلية للشعب، وبذلك تصبح الثورة حية ومتجددة في ذهن الشباب، لتكون بوابة النصر الدائم بإذن الله على الذين مازال في قلوبهم من مخلفات الإمامة والاستعمار، وكل دعاة التخلف والإرهاب وقوة ضاربة في يد الأحرار الذين لا يقبلون بالانكسار ولا يرضون بالتمزق والتشرذم أو الإرهاب والتخريب، الأحرار الذين يرون في وحدة وأمن واستقرار الوطن عزتهم وقوتهم. إن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر هي مشعل الضوء الذي حمله الأحرار وبددوا به ظلام الجهل وقهروا الاستبداد والاستعباد والاستعمار، وخلصوا به اليمن من ثالوث الجهل والمرض والفقر، وبالثورة استطاع الأحرار إحداث النقلة النوعية لليمن أرضاً وإنساناً ودولة في مختلف المجالات، واليوم نحتفل بالذكرى السنوية للثورة اليمنية ينبغي على جيل الثورة أن ينظر إلى واقع اليوم وواقع الأمس ويضعوا المقارنة المنصفة، وليدرك الجميع بأن الثورة بين الأمس واليوم متجددة ويحمل مشاعلها أمناء الأمة الذين جعلوا من قدسية تراب الوطن مرتبطاً بإيمانهم بالله. ولئن كنا نحتفل هذه الأيام بالذكرى السابعة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي أشعل شرارتها أحرار اليمن من ردفان ضد المستعمر البريطاني، فإن الواجب علينا أن نجدد التأكيد على واحدية الثورة اليمنية وحيويتها، وأن نذكر الأجيال بما حققه اليمنيون من أهداف الثورة، ولعل من أبرز تلك الانجازات التي لا حصر له هو إعادة وحدة شطري الوطن الواحد، وما لذلك الإنجاز من الأثر والخير الكبير على الشعب فالخلود لشهداء الثورة والوحدة والمجد للثورة والنصر لليمن بإذن الله.