حينما عادت "هونج كونج" وجزيرة "مكاو" إلى الصين، لم تتعسّف الصين الكبرى التجارب الخاصة لهونج كونج ومكاو، بل تمسّكت بمقولتها الشهيرة :"صين واحدة ونظامان" وفي الأمس القريب بادرت الصين بانفتاح مدروس مع الصين الوطنية "تايوان" وكانت سلسلة الاتفاقيات غير المسبوقة، والمعرض الكبير للصناعة التايوانية الذي نظم في بكين شاهداً على حكمة القبول بالآخر والاعتداد بتجربته الاقتصادية الناجحة، وكإشارة لما جرى في هونج كونج ومكاو بوصفه نموذجاً لتايوان العائدة خياراً إلى الوطن الأم، وبما يعزز الروح الوحدوية الصينية، ويزيد العملاق تعملقاً. رفضت الصين بثبات منطق الضم والإلحاق، واعتبرت أن الاستقواء بالعدد والعتاد لا معنى له، وبدلاً من ذلك سلكت طريق الوحدة باعتماد الأفضليات، والتمسك بالنماذج الناجحة حتى وإن كانت صادرة عن مدينة صغيرة بحجم "هونج كونج" وبهذا استطاعت أن تقدم خيار الوحدة من أجل التطور والنمو.. من أجل تعايش الأنساق وتعظيم الأفضليات.. وخلال السنوات الأخيرة سجلت الصين أرقاماً متصاعدة في ميزان مدفوعاتها الخارجية قياساً بكل دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة ذات الاقتصاد الأقوى في العالم، كما اخترقت السلع الصينية كافة الحواجز المعيارية"الموضوعة ككابح جديد أمامها" لكن الأهم والأجد من هذا وذاك هو القرار الصيني المفاجىء الذي قضى برفع أسعار النفط في الصين بنسبة 20 في المائة دفعة واحدة، وقد ترافق مع هذا الرفع غير المألوف تفسير صيني غاية في البساطة والوضوح، يقول التفسير: رفعت الصين سعر النفط بنسبة 20 في المائة؛ لأن الصين تعتبر أكثر دولة في العالم تقوم بدعم أسعار الوقود، وهي بالتالي تتخلّى عن هذا الدعم، كما أن هذا التخلّي سيستتبعه ترشيد استهلاك الوقود على نطاق واسع. [email protected]