غلبت ثقافة التلفزيون أيمّا غلبة في تكوين ذائقتنا المعرفية بشكل عام ,فقد استطاعت هذه الثقافة تلخيص المعارف المكونة للإبداع في فنون مختلفة, جامعة لنقائض ونظائر.. لانريد أن نلخص ماقاله علماء مدرسة الطبيعة (سانت بيف) و(تين) و(برونتير) فلذلك حديث آخر وإنما نريد أن نعالج في هذه العجالة ما أتى به التلفاز، هذا الجهاز السحري الذي ينقذنا أحياناً من الرقابة والسآمة.. وهما كابوسان تخلفهما بطالة خطرة؛ فعلى مستوى الأسماء .. كان العربي يذهب في تسمية أبنائه مذاهب شتى بحسب الظرف الحاضر, فهو يتخير أسماء على درجة من الخشونة والغلظ، فعندما يشعر بالضعف يطلق على مولوده الذكر اسماً مثل اسم: صخر, حرب, حسام, ظالم... الخ. وشكا أحدهم أباه إلى الخليفة فقال: إن أبي لم يحسن تسميتي وأباه لم يحسن تسميته وأباه كذلك فأنا صخر بن ظالم بن مرة بن بؤس.. وسوف نلحظ أن هذه الأسماء تتغير بتغير النفسية، فالأب الذي يموت أولاده يلجأ إلى أسماء تكون بمثابة تعويذة للموت , كمحروس في مصر, وشيوعي في اليمن, وبغيض في السعودية, وقبيحة في العصر العباسي, وقد كانت أم الخليفة المعتز من أجمل نساء العرب. طغت أيامنا هذه أسماء المشاهير من الممثلين والممثلات بوجه خاص مع أن كثيراً منهم لايصلحون للتيامن, فهم قدوة سيئة في السلوك والمعرفة معاً.. ولعل السفر للخارج والاحتكاك بالأجانب قد جعل بعض الأسماء تتسلل إلى مجتمعنا وهذا شيء طبيعي مثل (جاكلين) و(بسنت) التي تعني ربما في الهندية اسماً لنوع من الزهور و(لورا) و(توليب) وهي زهرة جميلة أطلقت على رواية عالمية مشهورة و(ايفان) ورد ضمن مسلسل روسي أيام زمان. كما أن كثيراً من أبناء الجيل الحالي قد تيامنوا باسم صدام, رمز المقاومة كما يقال، فإن بنات قد سمين بأسماء المسلسل التركي ب(نور) وذكور باسم مهند، الغريب أن بعضنا يطلق أسماء على أولادهم لا يعروفون معناها.