كان القدماء يتخيرون أسماء لأبنائهم وبناتهم، تدل على القوة والصرامة والبأس، مثل: "صخر، سيف، مهيب، حزام" . وقدم الملك/فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله لأحد علماء المسلمين مستشاره الخاص قائلاً: الأخ رشاد فرعون، فقال العالم مداعباً: «وما أمر فرعون برشيد» فطرب الملك لهذا الاقتباس. وهناك قصة تحكي سبب عقوق الابن لأبيه، بأنه لم ىُحسن اختيار أمه ولا اختيار اسمه، قالها الفتى للخليفة عمر رضي الله عنه. وكان العباسيون يتخيرون أسماء لجواريهم، ذات دلالات جنسية، مثل «لعوب»، «....»، «ربوخ»، «غمزة»، ولم يقتصر هذا الخيار على الآدميين، بل شمل الحيوان كأسماء الفرس.. والكتب، وإن كانت أسماء الكتب تميل إلى السجع - بحسب ذوق المؤلف - فهناك «قرة العيون في أخبار اليمن الميمون»، «العمدة في محاسن الشعر ونقده»، «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم». وذهب بعضهم يتخير أسماء حسنة لقصورهم، فالخليفة المتوكل الذي كان مغرماً ببناء القصور وزواج النساء سمى قصوره تسمية من باب التفاؤل ك«المشرق» بضم الميم، و«الخلد»، و«الخريدة». وبعض الناس يسمي منازله الآن مثل «العامر» «الطاهرة» «الذهب» «السعادة» «البستان»... والتي كانت التسميات تدل على شيء وترمز لأشياء، فكثير من الأسماء أصبحت ككثير من شئون حياتنا لا تعني شيئاً، وإن كان ما يميز الكثير منها أيامنا هذه الخفة والرشاقة والجاذبية، ولعل هذا يكفي، في أسوأ الظروف!!.