يعد الفن التشكيلي من أسمى الفنون العالمية وأكثرها تخليداً على الإطلاق , لكن هذا الفن الرفيع لا يحظى بمكانة جيدة في بلادنا وللأسف الشديد سواء من قبل جهات الاختصاص أو من قبل المجتمع, ولأني من محبي هذا الفن الجميل فقد قمت بزيارة شخصية نهاية الأسبوع الماضي لبيت الفن التشكيلي بتعز وأدهشني جداً حماس العاملين في هذا البيت الفني وحبهم الشديد لعملهم في هذا المجال الفني الرائع والذي انعكس في روعة ما يصممه هؤلاء من لوحات فنية وتشكيلية متنوعة ومتعددة الأشكال والموضوعات تنم عن إحساس رفيع وإبداع عالٍ لدى أسرة هذا البيت من الفنانين التشكيليين في مدينة تعز عاصمة الثقافة والفن في وطننا الحبيب. وفى غمرة إحساسي بروعة المكان وجمال الترتيب والعرض لمحتوياته من اللوحات والنماذج الفنية الرائعة فاجأتني أسرة هذا البيت الفني الجميل بأشكال متنوعة من المعانات والتحديات والصعوبات والمحبطات التي تعترض مسيرتهم الإبداعية وأنشطتهم المتنوعة لإبراز هذا اللون الجميل من الفنون الراقية في مجتمعنا الذي يجهل أو يتجاهل معظم أفراده قيمة ومعنى وأهمية الفن التشكيلي في ثقافة الشعوب المختلفة عبر الزمن. إن أبرز أشكال المعانات التي تواجهها أسرة بيت الفن التشكيلي بعاصمة الثقافة في اليمن هي تجاهل الجهات المختصة والحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في هذه المحافظة لبيت الفن ودوره الهام في نشر وتنمية الموروث الثقافي والسياحي في هذه المحافظة والتعريف بمميزاتها ومعالمها الثقافية والسياحية والتاريخية بأسلوب فني إبداعي رفيع. إن متطلبات واحتياجات بيت الفن التشكيلي بسيطة للغاية لا تتعدى تكاليفها نفقات حفلة واحدة أو مهرجان صغير ترعاه السلطة المحلية بالمحافظة أو تكلفة إعلان تلفزيوني لمدة ثلاثين ثانية لإحدى منتجات شركات القطاع الخاص في المحافظة , وهناك الكثير من المواهب الشابة المبدعة في بيت الفن لا تجد أي نوع من الدعم والتشجيع وتعيش حالة تهميش لا تستحقها لوحاتهم الرائعة التي تزين جدران بيت الفن لكنها للأسف الشديد لا تجد أي اهتمام رسمي أو شعبي. كم يشعر هؤلاء المبدعون بالإحباط حينما يعجزون عن تسويق أعمالهم ولا يجدون من يقدر ويرعى إبداعاتهم. لقد تساءلت كم عدد المسئولين الكبار الذين زاروا بيت الفن وكم عدد رجال الأعمال القادرين على شراء لوحات يزينون بها قصورهم الفخمة ممن زاروا بيت الفن ؟ فكانت الإجابة للأسف الشديد سلبية جدا. لماذا لا تقوم جهات الاختصاص الرسمية كوزارة الثقافة ووزارة السياحة والسلطة المحلية في محافظة تعز بتنظيم مهرجان أو معرض سنوي للفن التشكيلي في المحافظة ليعرض من خلاله المبدعون من أسرة بيت الفن التشكيلي لوحاتهم وأعمالهم الفنية التشكيلية ويتم الترويج لهذه الأعمال داخليا وخارجيا؟. لماذا لا يهتم القطاع الخاص بدعم ورعاية الموهوبين من الفنانين التشكيليين ويساعدهم في تسويق إبداعاتهم كجزء من المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال اليمنية ؟ في الأخير أوجه شكري وتقديري لكل أسرة بيت الفن التشكيلي وأخص بالذكر مختصي العلاقات العامة الأستاذة القديرة منى الذبحاني والفنان المبدع عبد الجليل هائل الذين يبذلون جهوداً مضنية في التعريف بأنشطة ومحتويات بيت الفن التشكيلي ورعاية وتنمية الموهوبين من الشباب في هذا اللون الفني البديع.