كم يشعرُ الإنسانُ بالغصّة والألم وهو يرى زملاءَ لهُ في الحرْف وأناساً يثبتون أن في قلوبهم مرضاً وهم يسربون الإشاعات تلو الإشاعات حول مصير “خليجي20” الذي لم يفصلنا عن إقامته سوى أسبوع فقط، على الرغم من أن بعضها لتُدحَض وتُكذَّب من مصادر رسمية بعد ساعات من إطلاقها وكأنهم لا يستطيعون العيش إلاّ بين المكائد والمصائب. بعضهم يجهلُ والآخرُ يتجاهل حقيقة هذا الشعب وتاريخه فيعمدُ إلى تشويهه وجعله مادة للتناول الإعلامي بعيداً عن النتائج وتداعياتها. والبعض شعر بخيبة أمل كبيرة وهو يرى رهاناته تتساقطُ كأوراق الخريف بالذات والمواقف المشرفة للأشقاء تتجه نحو الطريق الصحيح؛ لذلك لم يستطع كبتَ كوامنه التخريبية والعدوانية فيلجأ إلى شتى الطرق المهينة لتعكير هذا الصفو الرائع للبطولة خاصة والاستعدادات قد استكملت ولم يتبقَ سوى إطلاق صافرة الحكم لبدء البطولة الاثنين القادم. نعم .. يلجؤون لمثل هذه الأساليب لأنهم يدركون تماماً أن إقامة مثل هذا الحدث على أرض اليمن ستغيّرُ الصورة النمطية التي رسمها البعض والمتمثلة بالإرهاب بمختلف ألوانه والخلاف السياسي المرتبط بالديمقراطية والتعددية. أمّا الأكثرُ إيلاماً هو أن تأتي هذه التسريبات والإشاعات من عددٍ محسوبٍ على رجال الكلمة، خاصة ونحن نعيش هذه الأجواء الإيمانية والروحانية العظيمة التي كم يتمنى المرءُ أن يتمثل عظمتها وقدسيتها وهو يرى أكثر من مليوني مسلم يؤدون الركنَ الخامس من أركان ديننا الحنيف، هذا الركنُ العظيم الذي يمثل الأنموذجَ الأكملَ لوحدة الأمة الإسلامية التي تجمعت من أصقاع الأرض مُذيبة كل الحواجز المصطنعة لتلتقي عند الرحاب الطاهرة في مكةالمكرمة ملبية مكبرة طالبة العفو والمغفرة من الرحمن الرحيم. أقولُ لهؤلاء وغيرهم: اليمن تتلقفُ طعناتكم وغدرَكم مهما تنكرتم وكابرتم، فقد تنكّر لها كثيرون قبلكم فعاد البعضُ إلى رُشده واعتذر عن أخطائه ، أمّا من عتى واستكبر فقد لفظه التاريخ وأصبح يغرّد خارج السرب دون أن يلتفت إليه أحد. فهذه الطعناتُ لن تزيدها إلا تصميماً على الثبات في المواقف والسير نحو المستقبل بكل أمل وتفاؤل وعزيمة لا تلين لتصحيح الأخطاء والقضاء على الظواهر السلبية التي لا ينكرها إلاّ فاسدٌ أو مُزايد. اليمنُ برجالاتها الشرفاء الأُباة وشعبها العظيم لو اصطدمت بكم وبالفاسدين الذين يسيئون لها لما سميت مهد العروبة ومصنع الرجال وأصل الحضارة وستظل بإذن الله عامرةً بالخير والمحبة والوئام والوفاق . هذه اليمنُ التي تُسيئون لها يتشرف العربُ الأصلاءُ بالانتساب إليها بل ويفاخرون بذلك؛ كونهم يعرفون من هي وما أمجادُها . غداً .. عيدُ الأضحى المبارك ، فكلُّ عامٍ وأنتم جميعاً بألف خير، كلُّ عام وقلوبُنا عامرة بالمحبة والوفاق، بالخير والبناء، بالصلاح والإخاء. وبعدَ غدٍ ستستضيفُ بلدُنا أول حدث رياضي بهذا الحجم في تاريخها؛ فأهلاً وسهلاً بأشقائنا بين أهلهم وفي بلدهم . وحدَّ اللهُ القلوبَ وهدانا جميعاً إلى ما يجمع كلمتنا ويوحد صفنا وجنّبَ بلدنا وأشقاءنا كلَّ مكروه. [email protected]