مازالت العديد من البلدان, أو الأنظمة الحاكمة في العالم النامي, والمتخلف.. بما فيها الأنظمة الإسلامية, والنظام العربي تهرول للالتحاق بمنظمة التجارة العالمية.. أو ب(النظام العالمي الجديد) الذي صاغته, وأخرجته, وروجت له الدولة الرأسمالية الأكبر في العالم (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، وقالت الدول السبع أو الأغنى والصناعية في العالم بعدها آمين لتصبح أعضاء في منظمة التجارة العالمية. والذي نعلمه, ولكن ندس رؤوسنا في الرمال.. أو لا نعرفه في بلدان العالم النامي والمتخلف أن هذا النظام العالمي قد صاغه النظام الغربي الرأسمالي من وحي مصالح وطمع الاحتكارات الرأسمالية فيها في الوصول إلى استغلال, واحتكار العالم الثالث (نامي ومتخلف) والسيطرة, والهيمنة, والاستيلاء على ثرواته, وموارده, ونهب وابتزاز عرق وجهود شعوبه. وكل الفوائد, والمنافع التي تتضمنها اتفاقات منظمة التجارة العالمية ليست سوى فوائد ومنافع وهمية، بل إن ما سيحدث هو أن تأكل وتبتلع الاحتكارات العالمية البقية الباقية من الاقتصاديات الوطنية لشعوب العالم الثالث. ولا أعتقد أن الأنظمة في العالم الثالث والثاني والمتخلف لايعلمون أن النظام الرأسمالي الغربي (الأوروبي الأمريكي) هو نظام استعماري، وقد نالوا منه الأمرّين, ورأوا منه الويلات وعانوا منه الظلم والقهر, ومازال كذلك.. فكيف يفكرون اليوم أنه قد تحول إلى ملاك, ومنقذ, ورسول الرحمة لإخراج بلدانهم من الفقر والتخلف إلى نور التطور والتقدم والرخاء والرفاهية؟!!. ومع ما يواجه أقطاب النظام العالمي, وأصحاب الامتياز ل(منظمة التجارة العالمية) من أزمة أطلت بهولها عام 2008م بالأزمة المالية العالمية.. نجد أنها أزمة مازالت تتفاقم رغم أن النظام الرأسمالي يحاول التستر عليها مع أنها تأخذه نحو الانهيار. ويكفي تصريحات رئيس البنك الدولي عن سوء الأحوال الاقتصادية في أمريكا.. ويكفي أن يعتبر العالم الثالث من سياسات التقشف التي انتهجتها أوروبا, وأدت إلى خروج المظاهرات بالملايين تقودها النقابات العالمية ضد سياسات التقشف التي مست حياتهم, وتؤدي إلى استمرار نمو البطالة. وسياسات التقشف تهدف إلى إنقاذ الرأسماليات المتهاوية على حساب شعوب تتجاوز ال(7)% من السكان.. ومع ذلك فإنها آيلة للانهيار والسقوط تحت وطأة ثورات الشعوب التي بدأت في الغرب الأوروبي.. في الوقت الذي يذهب فيه العالم الثالث للالتحاق بنظام يسير نحو الانهيار دون وعي أنه سيشرب من كأس الانهيار!!.