المسألة ليست سوى مسألة وقت..فالنظام الغربي الرأسمالي يقف فوق فوهة بركان شعبي لن يطول خموده..وسوف يندلع في ثورة عارمة تسحق النظام الرأسمالي الذي يعاني من أزمة نقدية واقتصادية حادة، ويواجه انهيارات لمؤسسات نقدية تحت وطأة الأزمة المالية التي تعصف بالرأسمالية منذ نهاية العام 2008م العام الذي طفحت فيه الأزمة المالية إلى السطح لتكشف مدى إهمال ولا مبالاة الرأسمالية وانعدام المسئولية في ضمير النظام الذي ظل يتستر على الاختلالات المالية داخله منذ تسعينيات القرن الماضي حتى خرجت من تحت السيطرة على شكل “تسونامي مالي” بدأ في الولاياتالمتحدة ويمتد إلى أوروبا، وإلى كل بلد رأسمالي على شكل جائحة هائلة ما زالت تعصف حتى اليوم بالنظام الرأسمالي الذي ما زال يداري على الأزمة ويسعى إلى مواجهتها بالمسكنات، وليس بالعلاج الذي يتمثل بإجراء إصلاحات جذرية على النظام برمته حسب “فوكوياما”المفكر الاقتصادي الغربي الذي أكد أنه أخطأ...وأن النظام الرأسمالي يحمل أزماته وأسباب انهياره داخله..لأنه فكر بهدف لتحقيق مصالح الحفنة الرأسمالية التي لا تمثل سوى “7 %”من سكان العالم الرأسمالي..دون أي اعتبار لمصالح الشعوب..والمشكلة أن الحكومات الرأسمالية لاتخدم إلا الحفنة الرأسمالية..وهو ما ثبت أثناء مواجهة الأزمة المالية حيث سارعت الحكومات إلى حماية ودعم الحفنة الرأسمالية، وعلى حساب الشعوب التي وقعت على رأسها الكارثة المالية «الفئات المتوسطة العمال الفقراء»ومع ذلك فما زالت الحكومات تواجه الأزمة المالية والاقتصادية بروشتات تطال الشعوب بالفقر والبطالة وتردي مستوى الخدمات عامة..وآخر “بلسم” قامت به الحكومات الرأسمالية انتهاج سياسة التقشف ليزداد البلاء على الشعوب فتندفع إلى الشوارع في مظاهرات عارمة ضد السياسات الاقتصادية والمالية للحكومات والتي لا هم لها سوى حماية الحفن الرأسمالية من الانهيار، ودون أن تحملها دوراً في مواجهة الأزمة التي هي أزمتها، وليست أزمة الشعوب. السياسات الحكومية الرأسمالية في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية، سياسات ستزيد من الاضطرابات الشعبية كالمظاهرات السلمية..وتدفعها إلى التطور والتحول إلى عمل منظم يحرك الفئات المتضررة وهي الأغلبية الساحقة لاستخدام ما هو أكثر من التظاهر..لأن المسألة بالنسبة لها “حكاية حياة أو موت”مما سيحولها من التظاهر إلى الثورة«ثورة الفقراء والعاطلين» من الفئات الوسطى والعمال والعاطلين ضد الرأسمالية والحكومات التي تخدمها..الأمر الذي قد يؤدي إلى فوضى غربية خلاقة تنتج نظاماً جديداً بديلاً للرأسمالية وحكوماتها...فثورة العمال والفئات المتوسطة الفقراء والعاطلين التي أجلتها النظم الرأسمالية بالتنازلات خلال العقود الماضية..بدت لها اليوم تباشير في معظم الدول الأوروبية.