العالم حتى الآن لم يتعاف من الأزمة المالية التي طفحت إلى السطح في عام 2008م.. فآثار الأزمة مازالت قائمة ويعاني منها النظام الرأسمالي الغربي في شكل ارتفاع نسبة الديون, ارتفاع نسب العجز في الموازنات, انهيار العشرات من المؤسسات النقدية, ارتفاع نسبة البطالة, ارتفاع نسبة الفقر وتفاقم المشاكل الاجتماعية, وهذه الإشكالات سوف تتزايد باستمرار إذا لم توضع معالجات جديدة للاختلالات التي يعاني منها النظام في جوهره.. أما المعالجات التي حدثت.. فلم تكن سوى مسكنات فقط, وانحصرت المعالجات بالدعم للمؤسسات المنهارة, والشركات.. أي دعم الحفن الرأسمالية.. وعلى حساب الشعوب الغربية التي صارت هي من يتحمل أعباء ونتائج الأزمة المالية.. وذلك لأن النظام الغربي لايعبأ بالشعوب.. وكل مايهمه هو خدمة الجماعات الرأسمالية, وتحقيق رغباتها ومطامعها. إذن المشكلة مازالت قائمة.. لكنها نائمة بفعل العلاجات المهدئة, والمسكنة, والتي ستزيد من الأزمة.. فإذا مااستيقظت من المعالجات المخدرة, والمسكنة.. فستكون كارثية.. فالنظام الغربي حتى الآن لم يشف من الأزمة. “أوباما” قبل منتصف شهر يونيو حذر من أزمة مالية جديدة- وهي أزمة لم تنته- وهو يعلم ذلك.. لكنه لايريد أن يقول أنه خلال فترته الأولى في الرئاسة لم يستطع تحقيق وعوده بمعالجة الأزمة, واحتواء المشاكل الاجتماعية المتفاقمة. الولاياتالمتحدة في الواقع لن تستطيع تحقيق أي نهضة اقتصادية قادمة.. إلا في حالة رفع سقف الدين, والمزيد منه.. علماً بأن ديون الولاياتالمتحدة بالتريليونات.. ووضع مثل هذا يعني الإنذار بأزمة مالية جديدة.. أو استيقاظ الأزمة من نومها المصنع بالمهدئات والمسكنات, وخاصة أن الغرب يعاني من نفقات عسكرية باهظة سنوياً في الحرب الخارجية.. والخلاصة أن الغرب والعالم مهدد بأزمة حادة مالياً.. نتيجة الاختلال وفساد النظام الرأسمالي.