يعتقد البعض أن استضافة اليمن لخليجي 20 مجرد حدث رياضي، شأنه شأن دورات الخليج التي تقام في أية دولة خليجية، غير أن الشارع الخليجي واليمني والعربي لا يعتقد أن استضافة اليمن لخليجي 20 مجرد حدث رياضي عادي، بل يعتبر هذا الحدث الرياضي الاستثنائي في الظروف الاستثنائية حدثاً قومياً بالغ الأهمية؛ لأنه استطاع أن يقدم اليمن لأشقائه في الصورة الأكثر بهاءً وصفاءً، ولأنه استطاع أن يكسر حاجز الخوف الذي زرعه الإعلام المعادي لليمن الذي حاول أن يصور اليمن على غير الحقيقة، وكما أن هذا الحدث الاستثنائي يصنع الأروع والأمثل فقد أتاح الفرصة لأبناء الخليج ليشاهدوا موطنهم الأول دون قيود أو حواجز. إن الحدث الرياضي الاستثنائي تمكن من تجاوز أوهام الساسة وأوهام القلق التي تعمد البعض زرعها في الوسط الخارجي، بهدف عزل اليمن عن محيطه الخليجي والعربي، وجاء هذا الحدث بما لم تستطعه النخب الأكثر إيماناً بالوحدة العربية، وجاء ليجسد حقيقة المصير الواحد والهم الواحد، والتعبير العملي على وحدة شبه الجزيرة العربية وقدرتها على تجاوز المعوقات التي زرعها العدو لتقف عقبة كأداء في طريق التوحد ولم الشمل، ولعل توافد أبناء الخليج إلى وطنهم الأول «اليمن» أعظم برهان على وحدة الجماهير وشوقها ليوم التوحد والألق العربي المنشود. إن الاستضافة اليمنية لخليجي 20 جمعت الفرع بالأصل، وعمّقت مفهوم العمق الاستراتيجي لليمن والخليج العربي، وجذّرت الصورة التاريخية لمنبع التوحد، وأصّلت للبعد السياسي والاجتماعي، وأحيت روح الانتماء وتوّجت كل ذلك بعظمة اللقاء على ثرى الوطن اليمني الواحد الموحد. وأنا ومعي الملايين من أبناء اليمن والخليج العربي والوطن العربي الكبير على يقين أن الاستضافة المباركة ستعكس الشعور بأمانة المسئولية وعظمة الوحدة، وستخلق حساً قومياً متصاعداً يناضل من أجل الوصول إلى اليوم الذي يصبح فيه الموطن العربي الكبير كياناً دولياً واحداً موحداً له مكانته في خارطة العلاقات الدولية، وهو ما نأمله ويأمله كل الخيرين بإذن الله.