لايصعب على حصيف وعاقل ملاحظة ذلك التناقض والتعارض اللذين يطغيان على عقليات بعض قوى المعارضة الذين ابتلي بهم الوطن حيث إن هذه المتلازمة لاتدل على الغباء السياسي والخواء المبدئي فحسب، بل تنم عن حالات حادة من الذهان العقلي و”الشفروزينيا” العصابية التي يعانونها؛ إذ لايرتضي عاقل يحترم ويؤمن بوطنيته ومبادئه الأخلاقية والسياسية والحزبية، أن يجمع بين النقيضين في موقف واحد تجاه وطنه، بمعنى أن يبدي حرصه على سيادة الوطن وعزته وأمنه واستقراره، وفي الوقت نفسه يهلل ويكبر لكل واردة وشاردة يتوسم منها مساساً بسيادته وتدخلاً في شئونه الداخلية، بل ولايتورع عن إغراء صناع الموت، والتركيع السيادي للأوطان والتدمير الذاتي لمقدراتها واقتصادها، والأهم من ذلك أمنها واستقرارها وسكينة أبنائها، ويبادر لاستضافتهم في وطنه، وهذا ما ينطبق على ما أشرنا إليهم آنفاً. أوردنا ماتقدم، استناداً إلى ماكشفت عنه مؤخراً، إحدى وثائق موقع “ويكيليكس” مشيرة إلى تورط بعض أقطاب معارضة الداخل في تسريب تقارير “استخباراتية” إلى قيادة تنظيم القاعدة في “العراق” وتبادل الرسائل والمعلومات مع منظمة “إسرائيلية” تتخذ من واشنطن مقراً لها وأشارت هذه الوثيقة إلى “إسلاميين” و”اشتراكيين” قالت إنهم مناوئون للنظام اليمني بالوقوف وراء ذلك. واعتمدت هذه الوثيقة على تقرير موثوق قدمته “ساندرا إيفاس” رئيسة “ المركز العربي الألماني للدراسات الإستراتيجية” مطلع العام 2008م، أوردت فيه”أن قيادات في المعارضة اليمنية عرضت في العام 2007م استضافة قيادات لتنظيم القاعدة في العراق، وأن لقاءات مع ممثلين عنهم قد جرت في منزل” قيادي إسلامي” في وادي حضرموت خلال سبتمبر من العام 2007م، وأكدت ذلك وثيقة للاستخبارات الأمريكية أفادت أنها عثرت على محاضر تلك اللقاءات في منزل زعيم القاعدة في بغداد وأشارت أيضاً إلى حصول منظمة إسرائيلية في واشنطن على أكثر من “5” تقارير استخباراتية مقدمة من قيادات عسكرية سابقة في جيش “جنوب اليمن” وأن لقاءات عدة تبادلها الجانبان عبر ممثل منظمة يمنية في “لندن” تتبنى الدعوة إلى الانفصال وتحصل على دعم سخي من المنظمة الإسرائيلية، مستندة في ذلك إلى تقرير مقدم إلى “الكنيست “ الإسرائيلي يحمل رقم “ 1612” وبتاريخ 6 أكتوبر 2007م. وذهبت السيدة “ايفانس” إلى أن “ إسلاميين” ومعهم “اشتراكيون” داعون للانفصال ربما يكونون في طور تشكيل تنظيم مسلح يضم تنظيم القاعدة أيضاً لاحظوا أن هذا كان في نهاية العام 2007م وقد أثبتت السنوات التي تلت صحة العديد من الحقائق التي تضمنتها هذه الوثيقة وذلك التقرير الذي نشره موقع “ ويكيليكس” مؤخراً، وفي اعتقادنا أن هذه الحقيقة، مضافاً إليها عشرات الحقائق في الواقع الملموس آنياً كفيلة بالإجابة عن سؤالنا القائل” من جاء بالقاعدة إلى اليمن؟”. [email protected]