الإرهاب لا ينحصر في اليمن ..لكنه صار يحتل العالم .. وتنظيمه ((القاعدة)) هو تنظيم عالمي مجاميعه وخلاياه تعمل في كل مكان دون استثناء ..في نفس الوقت العالم شكل تحالفاً لمواجهة((الإرهاب)) بالتعاون والشراكة والدعم، والمساندة الأمنية، والاستخبارية، والمعلوماتية، وفي كل مجال يمكن أن يؤدي إلى نجاح المواجهة العالمية للإرهاب، والحد من خطره رويداً رويداً حتى يتم استئصاله. ((تنظيم القاعدة)) كان تحت السيطرة، والملاحظة المستمرة، والرقابة التامة من قبل العديد من أجهزة الاستخبارات التابعة للعديد من الدول التي كانت متعاونة آنذاك، وداعمة((القاعدة)) ضد التواجد السوفيتي في ((أفغانستان))حتى انسحب الجيش السوفيتي.. وسقطت الحكومة المحلية الأفغانية، واستولت((طالبان)) على الحكم بقيادة الملا((محمد عمر)) وتحالف مع القاعدة بقيادة((أسامة بن لادن)). ((حركة طالبان)) تكونت في باكستان في جامعة((بيشاور)) برعاية استخبارية ودعم ومساندة أمريكية لمحاربة ((السوفييت)) ..طبعاً كان تشكيل الحركة بالتعاون الباكستاني أيضاً ..أما القاعدة فقد دعمت أيضاً من قبل العديد من الدول الإسلامية بالسماح لتجنيد كوادر من كل البلاد العربية والإسلامية، وحتى من دول غربية بمباركة ودعم غربي أمريكي لتكون إلى جانب ((طالبان)) في أفغانستان ضد السوفييت.. وكلا القاعدة، وطالبان أثناء الحرب مع القوات السوفيتية في أفغانستان تحت الرقابة والسيطرة. بعد انسحاب ((السوفييت)) وسقوط ((حكومة أفغانستان)) واستيلاء ((طالبان)) على الحكم..واحتضانها ل((القاعدة)) قيادة وكوادر، وقواعد .. اتُخذ قرار بعودة القواعد والكوادر القاعدية إلى بلدانهم ، وحل الهيكل التنظيمي السابق الذي كان معلوماً ومحفوظاً.. وتغير إلى هيكل تنظيمي عالمي لا يرتبط ببعضه.. وإنما فكك إلى أبسط خلية قاعدية.. أي لم يعد هناك أوامر وتوجيهات .. والاتصال أصبح شبه مقطوع بين الوجودات القاعدية في العالم ومركز القيادة..حيث صارت هناك استراتيجية محفوظة ومعروفة حتى عند أدنى التكوينات القاعدية تسترشد بها قيادات البلدان والأقاليم والمدن، والأحياء في العمل القاعدي، دون حاجة للتواصل، أو لانتظار الأوامر مما قلل التواصل فيما بينهم وبالتالي صعوبة تتبعهم.. وقد خدمتهم تكنولوجيا الاتصالات في التواصل عند الحاجة، وبشفرة محدد ومعلومة لكل قيادة إقليم أو بلد، أو مدينة تختلف عن بعضها البعض حتى تصعب من متابعة تواصلهم.