الإرهاب كظاهرة عالمية تقلق القوى الكبرى والقوى الصغرى أصبحت كبريات الدول وأصغرها أمام الإرهاب سواء.. لكن تعالوا نعود إلى البلاد العربية والإسلامية والعالم وإلى تاريخ ما قبل ال 1990 م من القرن الماضي، لنجد أن البلاد العربية والإسلامية والعالم لم تعرف ظاهرة الإرهاب بشكلها الحالي، ولا بأي شكل آخر.. كنا في الوطن العربي والإسلامي نعيش في أمان وسلام وطمأنينة سواء فيما بيننا البين كمسلمين بمختلف مذاهبنا، أم كمسلمين ومسيحيين ويهود، لا ينغص عيشنا أي طارىء.. كنا نتعايش في سلام ووئام وود كل في حاله. حتى الأجانب من دبلوماسيين وخبراء وسواح وزوار من جميع بلاد الدنيا لم يكونوا يتعرضون لأي أذى أو عنف أو إرهاب في بلاد العرب والمسلمين، أي أن الظاهرة الإرهابية لم تولد في البلاد العربية الإسلامية إلا بعد عام 1990م من القرن الماضي، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كقوة توازن دولي، وانفراد أمريكا بالعالم، وممارستها لسياسات الإرهاب بكل أنواعه الفكرية والدينية والعسكرية والإعلامية ضد شعوب العالم، جنباً إلى جنب مع استحواذها على القرار الدولي وتسخيرها الهيئة الدولية لتحقيق مطامعها في إخضاع العالم لسيطرتها وهيمنتها، وانتصارها للظلم والباطل، ضد الحق والعدل والخير. فالإرهاب طال الوطن العربي والإسلامي والغرب.. ورغم أن بلادنا اليمن أقل تعرضاً للعمل الإرهابي إلا من بعض الأحداث التي آخرها عملية مأرب الإرهابية، لكن السؤال.. من أين جاءت هذه الظاهرة، وكيف تطورت؟ حين نعود إلى 1990م وقبلها حين كان السوفيات في أفغانستان كان ذلك مقلقاًَ للأمريكان وحلفائهم من العرب والمسلمين الذين يعادون السوفيات «كملحدين»، لكن الأمريكان يعادونهم عداء الشركة الرأسمالية لرأسمالية الدولة «الاشتراكية»، وفي سباق على المصالح ومناطق النفوذ وموارد العالم.. فتعاونت الولاياتالمتحدة واستخباراتها مع دول عربية إسلامية لمحاربة السوفيات وتحرير أفغانستان، واتخذوا من التدين المتشدد، المتعصب، المتطرف سبيلاً لتعبئة المجاهدين الذين جندوهم من كل البلاد العربية والإسلامية وحتى الغربية ودربوهم وسلحوهم ومولوهم جنباً إلى جنب مع طالبان التي كوّنها الأمريكان ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان.. وتحررت أفغانستان، واستولى «الطالبان والقاعدة» على الحكم، وبدأوا الحكم وفقاً للمفاهيم الدينية التي لُقّنوا إياها.. ويعيدوا كثيراً من أعضائهم إلى بلدانهم لتشكيل تنظيمات قاعدية فيها تعمل لإسقاط الحكومات وإقامة حكومات إسلامية على غرار حكومة طالبان، وكذلك محاربة النصارى واليهود أعداء الإسلام.. وهكذا بدأ العمل الإرهابي في الغرب، وفي البلاد العربية والإسلامية، وضد التواجد الغربي في العالم دون تمييز أو تفريق.. ووفقاً للمفاهيم الدينية التي لُقّنوا إياها، بل تعدد نشوء الحركات المشابهة وبمسميات عديدة ليصبح العالم تحت تهديد الإرهاب.. طبعاً مع التفريق بين الحركات النضالية، والإرهابية.