منذ أشهر قليلة والدكتور عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية يكرر التحذير باللجوء إلى بدائل لم يذكرها لتحريك عملية السلام والمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي لم تتقدم خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح واستغلالها من قبل إسرائيل في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس. ويتوقع معظم العرب من الدكتور عمرو موسى الإفصاح عن تلك البدائل الآن رداً على القرار الذي اتخذه الكنيست، أي البرلمان الإسرائيلي الثلاثاء الماضي برفض الانسحاب من القدس والجولان في أي تسوية إلا بموافقة أكثرية ثلثي الأصوات وليس خمسين بالمائة زائد واحد، ومنع الحكومة أي حكومة من ذلك أو إجراء استفتاء عام يؤكد الجميع داخل إسرائيل وخارجها بأنه سيؤيد مصادرة القدس والجولان نهائياً. الفلسطينيون ينتظرون من الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما على الأخص تذكير رئيس وزراء إسرائيل ورموز الأحزاب المؤتلفة في حكومته بعواقب الإجراءات الأحادية في أخطر وأقدم قضية على مستوى العالم والذي بموجبه حذر الأمريكيون الرئيس عباس من اللجوء إلى إعلان الدولة الفلسطينية ومطالبة الأممالمتحدة ومجلس الأمن والدول الأعضاء الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م.. ومن البديهي وفي ظل استمرار الدعم الأمريكي بوجه خاص لإسرائيل بصورة دائمة ومخالفة للقرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية منذ النكبة عام 48 واستخدام حق النقض أكثر من مائة مرة في مجلس الأمن، أن تقف الولاياتالمتحدة ضد الفلسطينيين في إعلان دولتهم التي كان الرئيس الأمريكي السابق بوش قد حدد عام 2005موعداً لها ، وجاء بعده الرئيس أوباما ليقول من على كرسيه بالبيت الأبيض ومن داخل جامعة القاهرة: إن هذه الدولة ستظهر وعما قريب لأن وجود دولة للفلسطينيين إلى جانب دولة إسرائيل هو السبيل الوحيد والدائم لضمان أمن إسرائيل والذي لن يتحقق إلا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق حدود 1967م. ذلك ماعرفنا من البدائل التي توصل إليها القادة العرب في قمتهم الاستثنائية في ليبيا الشهر قبل الماضي بقناعة من عدم جدوى المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل في بيروت عام 2004 وكانت في الأصل مقترحاً سعودياً لم يلبث أن أقره الزعماء العرب مبادرة باسمهم جميعاً ظناً منهم بأن ذلك ماكان يطلبه الإسرائيلون لتعجيز العرب، إلا أنهم فوجئوا.. أي الإسرائيليون وأنصارهم في أمريكا وأوروبا بقبول العرب الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها وإبرام اتفاقيات اقتصادية وتجارية إذا التزمت بالانسحاب إلى ما قبل حدود يونيو 67.. أما وقد مضت إسرائيل في سياستها الدبلوماسية والميدانية والديمغرافية والجغرافية فإننا كشعوب عربية وفي المقدمة الفلسطينيون نريد معرفة البدائل كلها ومتى وكيف ستتخذ وحظوظها في نيل موافقة واتفاق القادة العرب وخاصة الذين أقاموا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل والذين قطعوا خطوات عملية غير معلنة في البنية الأساسية لإقامة علاقات مماثلة ترتفع بموجبها الأعلام الإسرائيلية فوق السفارات في عواصم الدول العربية الكبيرة منها والصغيرة وتنقل الدبلوماسيين والملحقين العسكريين ورجال المال والتجار الإسرائيليين وحتى الجواسيس في الشوارع والأحياء العربية بكل حرية تحرسهم قوات الأمن والمخابرات في تلك العواصم العربية.. فالكنيست الإسرائيلي لم يترك مجالاً لأي أمل في نجاح أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، وكذلك الرئيس أوباما على أساس أنه لابد من إعطاء الفلسطينيين حقوقهم والتخلي عن فرصة ماتريده إسرائيل حكومة وبرلماناً وجيشاً بالقوة التي لا تعترف بالقرارات والقوانين الدولية وبأنه لايجوز الاستفتاء على أرض مغتصبة وليس لهم فيها لا حق قانوني ولا تاريخي.