“مهما يكن من شيء فلقد قلناها من قبل باسم شعبنا : لا “عدنية” ولا “جنوبية” بل شعب واحد ويمن طبيعية ولا جنوب ولا شمال .. ولا حكم ذاتي.. ولا اتحاد الجنوب .. بل التحرر وحق تقرير المصير من أجل يمن حرة طبيعية واحدة.. وسنظل نقولها ونؤكدها كل يوم .. ولا بديل ولا خيار..” ال 30 من نوفمبر يوم ليس كمثله يوم، إنه يوم الاستقلال الذي تحقق بفعل تضحيات الرجال الأوفياء “ الذئاب الحمر” مناضلي الجبهة القومية الذين قادوا كفاحاً مسلحاً ضد المستعمر البريطاني في كل أحياء عدن في كريتر والشيخ عثمان والتواهي والمنصورة وامتد إلى الحوطة والحبيلين وردفان والضالع ومودية وزنجبار وعتق وحضرموت والمهرة. وما أشبه الليلة بالبارحة .. بالأمس كانت الدعوات باسم«عدن للعدنيين» و«الجنوب العربي» و«شمال وجنوب»، واليوم تعود إلى السطح دعوات باسم “الفيدرالية والكونفدرالية والانفصال” وكلها مشاريع صغيرة كان مصيرها بالأمس الزوال كما قال نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وهي اليوم إلى زوال أيضاً لأن الوحدة اليمنية كانت بالأمس حلم “ الذئاب الحمر” مناضلي الجبهة القومية، ومعهم جماهير الشعب واليوم تحققت الوحدة اليمنية لتبقى..ومن يرد الاستزادة فعليه قراءة التاريخ بتمعن، فالانفصاليون والانعزاليون منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي وحتى اليوم وهم يروجون لمقولات ما أنزل الله بها من سلطان، تارة يتآمرون مع المستعمر، ويعقدون الصفقات المشبوهة باسم”عدن للعدنيين” و”الجنوب العربي” وتارة أخرى باسم “شمال وجنوب” ، وفي كل مراحل التاريخ النضالي اليمني الموحد يندحرون ويلقنون الدروس القاسية، ففي ال30 نوفمبر 67م لقنت الجماهير الثورية بقيادة الجبهة القومية الانفصاليين والانعزاليين درساً قاسياً وبليغاً لن ينساه تاريخ اليمن، وستظل الأجيال تردد صداه إلى أن يبعث الله الأرض ومن فيها. ومن يحاول التشكيك في وحدوية “الذئاب الحمر” مناضلي الجبهة القومية يعود إلى وثائقهم وبياناتهم وتصريحات ومحاضرات قادتهم وإلى الدراسات التي تحدثت عن الوحدة اليمنية في وثائق الجبهة القومية وحكومة الاستقلال فسيجد الجواب الشافي، وقد أكد الميثاق الوطني للجبهة القومية أن اليمن شمالاً وجنوباً كيان واحد عبر التاريخ، ومن يرد المزيد فعليه تذكر تاريخ الكفاح المسلح الذي خاضه “ذئاب الجبهة القومية الحمر” ضد الاستعمار البريطاني من أجل الاستقلال الناجز الذي تحقق في ال30 من نوفمبر 67م . واليوم بعد 43 عاماً على تحقيق الاستقلال ورحيل آخر جندي بريطاني محتل من عدن لا بأس أن نذكر الانفصاليين القدماء الجدد بتاريخ نضالي سطره مناضلو وثوار الجبهة القومية، فقد شكلت أحداث 20 يونيو 1967م وتحرير مدينة كريتر على يد ذئاب الجبهة القومية الحمر نقطة تحول بارزة في مسار الثورة الشعبية والجبهة المسلحة فرجحت كفة الكفاح المسلح الذي قادته القوى الثورية الملتحمة بالجماهير التواقة للاستقلال الناجز عن الاستعمار البريطاني ونتيجة لالتفات الجماهير الثورية وراء برنامج الكفاح المسلح تلت أحداث 20 يونيو67م انتصارات ساحقة لذئاب الجبهة القومية الحمر تجسدت في تحرير بقية المناطق في الأرياف وسيطرت الجبهة القومية من خلال مناضليها والتفاف الجماهير الشعبية حولها على كل المناطق والأرياف، ولم ينته شهر أكتوبر 67م إلا والجبهة القومية هي القوة الوحيدة الرئيسية المسيطرة على كل أنحاء الجنوب باستثناء مدينة عدن، وبذلك التكتيك الذي استخدمه الذئاب الحمر للجبهة القومية تم السقوط النهائي لحكومة الاتحاد الفيدرالي المزيفة، وكان للانتصارات المدوية التي حققها ذئاب الجبهة القومية الحمر ردود فعل سلبية من قبل القوى الأخرى التي رفضت الكفاح المسلح ضد المستعمر فكانت المواجهات والاشتباكات والاغتيالات التي حدثت أكثر من مرة بين أنصار الكفاح المسلح «ذئاب الجبهة القومية الحمر» والرافضين للكفاح المسلح من عناصر «جبهة التحرير» وجرى تدخل مصر عبد الناصر، لكن ازدياد تأثير الجبهة القومية وذئابها الحمر وجه ضربة قاصمة لبريطانيا التي ظلت تصب الزيت على النار لاستنزاف قوى الجبهتين«القومية» و«التحرير» ولم يترك لها ذئاب الجبهة القومية الحمر الفرصة لتحقيق أمانيها خلال الساعات الأخيرة من بقائها في عدن فحاولت بريطانيا الالتفاف على الجبهة القومية وذئابها الحمر، وأعلنت أنها ستعمل على تسليم الاستقلال للجيش، لكن مناضلي الجبهة القومية وذئابها الحمر حذروا في 6 نوفمبر 67م قيادات الجيش بعدم الدخول في صراعات خاسرة، فانحازت قيادات الجيش والقوات المسلحة آنذاك إلى الجبهة القومية، وبالنظر إلى القوة الجماهيرية الشعبية للجبهة القومية وسيطرتها على كل مناطق الجنوب حسم الصراع لصالحها وانحياز الجيش إليها، وأصبحت الجبهة القومية هي القوة الوحيدة على الساحة، الأمر الذي دفع أحد القادة العسكريين من جنود الاستعمار البريطاني إلى وصف ذئاب الجبهة القومية الحمر بأنهم “لا ينكسرون أبداً وإنهم يناضلون في قضية هي أساساً قضيتهم وأنهم ذوو عزيمة فولاذيون، ولهذا فهم بحق يستحقون الاستقلال”فاضطرت بريطانيا للتفاوض معهم وتحقق الاستقلال وانسحب آخر جندي بريطاني من عدن عشية 30 نوفمبر 1967م، وتحقق الاستقلال الوطني وانهزم الانفصاليون والانعزاليون دعاة «عدن للعدنيين» و«الجنوب العربيى و «شمال وجنوب».