مدينة تعز .. السكان يواجهون عطشًا غير مسبوق واتفاق إدارة إمدادات المياه يواجه كوابح سنوات الحرب    عودة 60 صياد يمني عقب احتجازهم في إريتريا    سينر: ويمبلدون حلم.. وألكاراز: تنافسنا ساعدني على التطور    خزائن تشيلسي تستقبل اللقب 32    الرابطة تعتمد اللائحة المالية.. 10 ملايين العجز المالي سقف المصروفات 70 %    89.88 % نسبة النجاح في الثانوية العامة    تصريح علي ناصر إدانة تاريخية لسلوك سياسي كلف الجنوب وجوده وفتح عليه أبواب الحرب    في عدن :سعر الدقيق 65 ألف والسكر105    البرلمان الأوروبي يفتح ملف مواجهة الإخوان    ماهي ابعاد سحب المبعوث الأمريكي إلى اليمن؟    نصائح عملية للحد من التعرق المفرط في الصيف    صحيفة أمريكية: قوات صنعاء تعهدت بتوسيع عملياتها ضد إسرائيل    تشيلسي ينسف حلم باريس ويتوج بطلًا للمونديال    عدالة معلقة وقضاة بلا حماية: السلطة القضائية في اليمن بين الإهانة والتجويع    إب.. سيول الأمطار تعزل مديرية فرع العدين عن المناطق المجاورة    وزارة التربية تعلن موعد انطلاق العام الدراسي الجديد 2026/2025م    الإمارات تحتل أكبر اكتشاف نفطي سيحول اليمنيين إلى أثرياء    تغاريد حرة .. عشنا وشفنا الحقارات كلها..    سياسي حضرمي: حضرموت أكبر من عبث المصالح.. مؤتمر حضرموت ينهار    عرض مسرحي ساخر فجر الأوضاع بوادي دوعن حضرموت    حنان مطاوع تعود إلى المسرح بعد غياب 10 سنوات ب"حتشبسوت.. العرش والحب"    الامم المتحدة: تفشي شلل الأطفال في 19 محافظة يمنية    اليمن يتصدر محور المقاومة    تدمير مستوطنة أثرية جنوب صنعاء وسط صمت رسمي    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (4)    أعطني حرفاً.. أعطك أمة    الحكومة: مليشيا الحوثي تعمق الأزمة الاقتصادية عبر تزوير عملات معدنية    الصراعات على المناصب قاسم مشترك بين سلطات الحرب.. نموذجان من عدن وصنعاء    بدء التعامل بها من أمس الأحد.. البنك المركزي يعلن عن سك عملة معدنية من فئة (50) ريالا    الجيش الإيراني: مستعدون لحرب تستمر 10 سنوات    الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة تنظر في قضية خلية "إرهابية" تزعمها مصري الجنسية    مجلس إدارة المعهد العالي للقضاء يقر مشروع تعديل لائحة الاختيار والقبول للدُفع المتقدمة    زار الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه.. الدكتور بن حبتور يطلع على سير العمل في قطاع النظافة بأمانة العاصمة    وزارة العدل وحقوق الإنسان تدشّن الرابط الإلكتروني للدعوى والخدمات الالكترونية    مرض الفشل الكلوي (12)    السامعي يعزّي آل العريقي والسامعي    عدن.. البنك المركزي يحذر من التعامل مع العملة الحوثية المزورة    أزمة مياه خانقة في تعز.. غضب شعبي وعجز حكومي    أكبر 20 انتصارا لبرشلونة بالقرن ال21 وريال مدريد من ضحاياه    سوريا توقع اتفاقا ب800 مليون دولار لدعم البنية التحتية للموانئ    وزارة الشباب تمنح نادي وحدة ذي السُفال باب شهادة الاعتراف النهائي    رئيس جامعة صنعاء يؤكد أن الاعتماد الدولي لكلية الطب هدف استراتيجي    وزارة التربية تعلن موعد انطلاق العام الدراسي الجديد 2026/2025م    للتخلص من حصوات الكلى... 5 علاجات طبيعية يمكنك اتباعها في المنزل    خلايا جذعية لعلاج أمراض الكبد دون جراحة    حقيبة "بيركين" الأصلية تسجل أغلى حقيبة يد تباع في التاريخ، فكم بلغت قيمتها؟    مبعوث أمريكا يهدد لبنان: تسليم سلاح حزب الله أو ضمكم لسوريا    تاريخ مواجهات تشلسي وسان جيرمان قبل مواجهتهما بنهائي كأس العالم للأندية    - جريمة مروعة في محافظة إب: طفلة بريئة تتعرض للتعذيب على يد خالتها وزوجة أبيها    خبير انواء جوية يتوقع هطول أمطار غزيرة على المرتفعات وامتدادها إلى اقصى شرق البلاد    مودريتش لريال مدريد: إلى لقاء قريب    خاطرة عن الفضول في ذكراه    مات كما يموت الطيبون في هذا البلد..!    يهودي من أبوين يهوديين.. من هو الخليفة أبو بكر البغدادي؟    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى المسكونين برغبة الاغتراب
نشر في الجمهورية يوم 03 - 12 - 2010

كثيرون هم المسكونون برغبة السفر وحب العيش في بلاد الآخرين، يُوهمون أنفسهم برغد الحياة ونعيمها، ويبنون من وهم أحلامهم قصوراً من دخانٍ في فضاءات الغيب!!.
تراهم يتسابقون للحصول على فرصة للخروج من أوطانهم والذهاب إلى أبعد مكانٍ في هذا العالم، يلهثون خلف سراب المال والثراء، متمثلين بمن سبقوهم من أقاربهم وأصدقائهم ومعاريفهم ممن ساروا على هذا الطريق منذ سنوات.
غير مدركين المتغيرات التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، وما نتج عنها، وانعكاساتها على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول العالم.
وهم مستعدون لبيع كل غالٍ ورخيص، والتخلي عن كل شيء يربطهم بوطنهم، كل ذلك في سبيل الحصول على تذكرة سفر تحملهم نحو المجهول!!.
وحين يتحقق لهم ذلك ويصلون إلى المكان الذي اختاروه مقراً لغربتهم سرعان ما يصدمهم الواقع وتقهرهم ظروف الحياة؛ فتتبخر أحلامهم دخاناً وتحمله الرياح، ولا يبقى في صدورهم غير ألم الغربة وحسرة البعد عن الوطن وحرقة الشوق والحنين إلى الأهل والديار.
ولحظة بعد لحظة تتسرب أيام عمرهم وتسرقهم السنوات وهم منسيون في قبور غربتهم يكابدون أحزانهم ويصارعون من أجل البقاء في غابة الحياة التي اختاروها.
يقبلون كل عمل يُعرض عليهم مهما كان حقيراً ومهما كان أجره زهيداً؛ لا يتذمّرون أبداً، فهم في ساحة حرب مستعرة من أجل الحصول على لقمة العيش في مجتمع لا مكان فيه للشفقة والتراحم، فمن لا يعمل لا يأكل!!.
وحتى أولئك القليلين الذين خدمتهم الظروف وأصبحوا يملكون محلات تجارية ويتمتعون بحصانة الجنسية؛ لا مجال عندهم للراحة، وفوق هذا وذاك فإن خطر السطو على محلاتهم والاعتداء عليهم أمر وارد ومتوقع، والأعمار بيد الله سبحانه.
قصص ومآسٍ تشيب لهولها الولدان؛ أبطالها - أو بالأصح ضحاياها - مغتربون جاءوا يبحثون عن المغنم؛ فلم يجنوا غير المغرم، تقطّعت بهم الأسباب؛ فلا هم حصلوا على حلاوة الغربة، ولا هم صبروا على الحياة في الوطن.
وأي مُر أعظم من الحياة البائسة التي يعيشها البعض منهم والتي دفعتهم إلى التخلّي عن قيمهم وأخلاقياتهم وحتى عن دينهم أيضاً، وارتضوا العيش على بضع دولارات تتصدق بها بناتهم عليهم رغم علمهم من أين يحصلن على المال والثمن الذي يدفعنه لقاء ذلك بغض النظر عن جنسية الأم التي أنجبتهن!!.
كل هذا من أجل الصيت والقول إن فلاناً مغترب في أمريكا مثلاً، فالغربة إن لم تحقق لصاحبها العيش بكرامة وتعود عليه وعلى أبنائه ووطنه بالنفع لا فائدة منها.
ولحياة راعي غنم في جبال الوطن أفضل ألف مرة من حياة ذُل وهوان ولو كانت داخل قصر بنيت جدرانه من الدولارات.
نعم فلو عرفت أيها المسكون برغبة السفر وحب الغربة حقيقة حياة المغتربين ومعاناتهم وذلّهم وهوانهم على الناس فلن تغرّك تلك المظاهر الزائفة التي يحاول البعض الظهور بها حين يعودون إلى الوطن.
ولما تمنيت أن تكون مثلهم حين تراهم يسرفون في صرفياتهم ويتباهون أمام البسطاء، ولأيقنت حقاً بصدق قول الشاعر:
بلدي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن بخلوا عليّ كرام
فلا عزّة لإنسان في غير وطنه، ولا كرامة يرجوها بعيداً عن أهله.. وللحديث بقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.