سؤال عدن ...؟!! منذ الانطلاقة الأولى لخليجي عشرين وجّهنا رسالة إلى العالم من ثغر عدن الباسم بأنه يجب (أن لا ترونا من والفتن والاختلافات السياسيةوالثارات). وهذا ما تصدر آراء الكتاب والزوار وضيوف خليجي عشرين لكل الصحف العربية خلال أيام تواجدهم في عدن وهو حق لنا كيمنيين نملك إرثاً حضارياً وإنسانياً وثقافياً متدفقاً أكثر من تلك الصراعات المغرضة. ومن هنا يحفزني سؤال مشروع على لسان حال عدن متى سيرانا العالم من غير هذه النظرة الظالمة المحصورة بين الصراعات والفوضى السياسية وزعزعة الأمن والضعف الاقتصادي...؟!! ولماذا لا يستمر الأمن والأمان طوال العام كما هو الحال ...؟!! وماذا بعد خليجي عشرين...؟!! من الذي ترك الآخر أيها البيت الخليجي .....؟!!! عندما تطالع الجماهير الشعبية التي أنجحت خليجي عشرين وهي تهوي بأجسادها إلى عدن باحثة عن لحظة فرح ولحظة وفاء، الجماهير التي وقفت مع خليجي عشرين، فالبيت الخليجي بالنسبة لها يضم بين طرقات وطنه أحد أفراد أسرة هؤلاء الجماهير التي أتت وفاءً له، والتي أفسدت السياسة العلاقة الحميمة التي بينها وبينه، لحظات الفرح الممزوجة بالوفاء تلك كانت مقابل أغاني أبو بكر عن بندر عدن في الغربة، عاد بهم الزمن رغماً عنهم فاندفعوا بكل الوفاء وكل الفرح، فذلك له ابن في الكويت، وتلك زوجها في السعودية، وهذا أبناؤه في الإمارات، وتلك أخوها في قطر، وطلابنا في عمان، وحال صوتهم يؤكد رسالة واحدة فقط للبيت الخليجي بأن الاستثمار الحقيقي هو الإنسان اليمني التي مازالت بلدانكم تشهد للإنسان اليمني خطوطه العريضة في الإسهام في تنمية أوطانكم الغالية علينا جميعاً. ويبقى سؤال عدن بل كل اليمن: من الذي ترك الآخر أيها البيت الخليجي....؟!! اغتيال الوطن طالعنا الكثير من المقالات والأخبار التي مررنا عليها مرور الكرام، واعتبرنا أنفسنا غير معنيين بها، والأصل بأن الموضوع في غاية الأهمية، فهناك أعداء للوطن مهمتهم اغتيال الفرح، اغتيال الوطن، كبلتهم قيود الكبد والغيرة والحسد، ولم يجدوا في إشباع غرائزهم الشريرة غير وسائل وتشويه السمعة وتلفيق الادعاءات، مسبغاً عليها من مساوئه. جماهيرية النساء محكوم عليها بالحرمان دوماً ليس عنفاً وإنما وضعاً تشارك فيه نصفها الآخر ضمن قائمة سلبيات يومية أصبحت نمطاً، والفرصة الوحيدة التي سمح لها بأن تكون في الملعب وإن قبلنا تواجدها كحشد إلا أن تواجدها تم عبركم وبرضاكم، وكشف لنا كم هي بحاجة إلى أن تصرخ، وتلعب، وتشجع، وتنفس كل تلك الطاقة المشحونة بداخلها من خلال تمكينها فرصة من قبل شريكها أكان أخاً أم أباً أم زوجاً. تواجد النساء كانت فرصة أتتنا وليس حقاً منتزعاً ولا مكتسباً، ولكنها فرصة، والفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر، مرة واحدة سمح لها أن تلعب، مرة واحدة سمح لها أن تصرخ بأعلى صوتها فرحاً وليس كمداً، مرة واحدة سمح لها أن تجري في المدرجات، مرة واحدة يسمح لها أن تقول أنا أشجع ذلك أو ذاك. فلماذا كل هذا الغضب من فرصة العمر التي كانت بإذنكم ودعمكم ...؟!!! الجنود المجهولون بعضهم يكتفي بابتسامة خفيفة وهو ينظف مدرجات الملعب بعد الجماهير واللاعبين..نقول لهم: شكراً، وبعضهم يعمل من دون كلل ولا ملل وهو يقدم للنجوم ضيافة أو ينظف غرفته أو يمسح مكتباً ليحتفظ في مخيلته صورته التي ألفها عبر التلفزيون..نقول له: شكراً، وبعضهم حرسوا الطرقات ونقاط التفتيش وحرموا من الركض في مدرجات الملعب للتشجيع، وكان كل همهم أن تكون أنت آمناً فرحاناً.. نقول لهم: شكراً، وبعضهم لم يناموا الليل، يسهر بصوت ضميره الحي، يحاسب نفسه قبل أن تحاسبه، فلم يفكر بزوجته الحامل التي على وشك ولادة، وآخر لم يلق بالاً لمرض ابنه بسبب الشتاء البارد، وآخر لم يشحن هاتفه ليسمع صوت والدته التي ودعها وهي تدعو الله أن يعود سالماً غانماً، وهو يقوم على خدمة الضيوف..نقول لهم: شكراً. وكل هؤلاء أسماؤهم في ذيل الكشوفات الخاصة بمكافآت خليجي عشرين، فالبعض بطانة البطانة لا تراهم لطول الكشف الذي احتوى أسماء من لا ناقة لهم ولا بعير في هذه البطولة. عتاب نعاتب من وجد خليجي عشرين فرصة انتقام نادرة قد منحته إياها الأيام، ونعاتب البعض ممن يعطيك من طرف اللسان حلاوة فينتج لطالبيه الوعود والعهود، فإذا ما أدوا ما عليهم ظهر لهم وقد ألقى بالوعود في ذاكرة نسيانه، ونعاتب بعضهم ممن يتملكه الرعب وحساسية قاتلة من كلمة مبدع، ويظن أن قدوم كل مبدع هو تهديد لمركزه، ونعاتب من يمضي على قاعدة «الأقربون أولى بالمعروف» وإن كان كالنهر العذب؛ لأنه لا يسقي سوى المقربين منه فقط. وأخيراً الكل كان ككرة القدم في الملعب إما تلقيه الكرة في مزبلة التاريخ.. أو ترفعه إلى مصاف الشرفاء، والشرفاء كثر لابد أن نكون قريبين منهم. فاصلة لقد أصبح رجلاً في مدرستي، وعندما تخرج لم يقدم لي الشكر أو يلقي عليّ تحية الصباح، بل أخذه زهو الحياة وارتحل بعيداً بلا غاية وبلا هدف.