في اليومين الأولين من الخمس الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر تداعت الأمور بين الكوريتين مما أدى إلى تبادل القصف المدفعي بينهما.. وذلك أمر غير مستغرب.. فالكوريتان العداء بينهما مستحكم منذ وضعت الحرب الكونية الثانية أوزارها.. إلا من تلك الحرب الكورية الأمريكية في شمال الجزيرة.. والتي انتهت إلى انتصار “كوريا الشمالية” بعد حرب شرسة تكبد فيها الأمريكان هزيمة نكراء وخسائر فادحة ليبقى العداء بين الولاياتالمتحدة، وكوريا الشمالية “الاشتراكية” بقيادة “كميم إيل سونغ” وحزب العمال الثوري الكوري .. وفيما انتهجت كوريا الجنوبية “النظام الرأسمالي” والتحالف مع الغرب والسماح بإقامة قواعد أمريكية فيها.. كانت كوريا الشمالية قد تبنت الاشتراكية ليبقى العداء مستحكماً بين الكوريتين “اليسارية واليمينية”, لكن الأمور كانت مستتبة في عقود التوازن الدولي، والحرب الباردة التي سادت عقود ما بعد الحرب الكونية الثانية، وحتى سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وانهيار التوازن الدولي. مع انهيار التوازن الدولي انفردت القوة الغربية الأعظم بالعالم ومضت هذه القوة الأعظم “الولاياتالمتحدة” منفردة، أو مع حلفائها تشن حرباً شعواء إعلامية وفكرية، ونفسية، وتهديداً ضد الأنظمة الراديكالية “يسارية، ويمينية” وتتهمها بالإرهاب ودعم الإرهاب وتسليحه جنباً إلى جنب مع اتهام من لم يعترف بالعصابات الصهيونية من الأنظمة، ومن الأحزاب، ومن حركات المقاومة وتصف الجميع بأنهم يهددون السلام العالمي.. وكل ذلك كذب، وافتراء ، وزور، وبهتان.. والحقيقة هي أن السيد العالمي الوحيد يعتبر من ليس معه فهو ضده، ويريد أن يخضع العالم لمشيئته وعليه أن يعلن الحرب على الكثير من بلدان العالم التي ترفض الالتحاق بنظامه العالمي الجديد وتتمسك بأنظمتها.. مثل “كوريا الشمالية” التي تتمسك بنظامها الاشتراكي، وتمضي في تأمين نفسها بالوصول إلى امتلاك سلاح الردع “النووي”. لذا “فالولاياتالمتحدة” ولعدة مرات تتوتر فيها الأوضاع بين الكوريتين تتدخل ليس لإحلال السلام، وإنما لتوتير المنطقة كلها.. من خلال إقامة مناورات عسكرية مع حليفتها “كوريا الجنوبية” بهدف تهديد “كوريا الشمالية” وهاهي تتدخل بعد القصف المدفعي بين الكوريتين بإعلان البدء بمناورات عسكرية أمريكية كورية جنوبية في البحر الأصفر بدءاً من يوم الأحد 28/ 11/ 2010م وهو تدخل أمريكي يستفز كوريا الشمالية التي رفعت حالتها العسكرية إلى وضع الحرب.. ليس هذا وحسب بل إن التدخل الأمريكي بالمناورات يستفز أيضاً الصين التي استُفزت سياسياً وعسكريا.. إن التدخلات الأمريكية بمثل هكذا تدخل تعرض السلام في شرق آسيا للانهيار.. والإضرار بكل دول المنطقة، وتعريضها للخراب والتدمير.