نسمع في هذه الأيام من يحمّلون أصحاب معارض بيع الغاز المنزلي مسئولية نقص الكميات التي رافقها ومازال يلازمها رفع قيمة الدبة إلى ألف ومائة وخمسين ريالاً، ضف إليها مائة ريال للحمّال إن حملها قريباً من المحل أو أبعد من ذلك، أما من لديه سيارة فلا يهمه بعد أو قرب المسافة. وآخرون ينكرون هذه التهم عن أنفسهم أو بالنيابة عن غيرهم، ويؤكدون أن التلاعب يحصل في محطات التعبئة، والتي لا تلام من قبل الجمهور، ويضيفون أن بعض أصحاب المحطات أصبح لهم نفوذ وعلاقات مصالح مع الكبار في الجهات المعنية. ومن الناس من يقولون: إن تلك المحطات تدفع الكثير في الأوقات التي يطلب منها ذلك نقوداً أو شاحنات، أي صهاريج من البترول، وهي بدورها تضع ذلك في حسابات المستهلكين. ولكن ما لا ولم يفهمه هذا المستهلك إلى متى سيبقى وحده الضحية، بسبب تكالب الظروف عليه من ارتفاع الأسعار وقيمة فواتير الكهرباء والمياه والهاتف الثابت، وإن كان قد حل محله في كثير من الحالات الهاتف النقال الذي أصبح عامل أو عاملة النظافة يملك أو تملك اثنين بشريحتين مختلفتين أو أكثر من ذلك. وهو وحده الذي تصيبه الزيادات في أسعار المحروقات دائماً سواءً في القمح والدقيق والأرز والسكر والزيوت والألبان أم في اللحوم والخضروات والفواكه، وإن كان لا يشتريها إلا بنسبة ضئيلة جداً بانتظار فاكهة التفاح والبرتقال اليمني الذي بدوره شهد زيادات في السنوات الأخيرة، وإن كانت أقل من أسعار الفواكه المستوردة، والفواكه اليمنية لا تبقى معروضة إلا أشهراً قليلة قد لا تزيد عن ثلاثة إلى خمسة أشهر للعنب بالذات.. يقولون: إن لدى أصحاب معارض ومحلات بيع الغاز طرقاً لنقل الغاز من دبة إلى دبة، بحيث يكون النقص من ثلاثة إلى أربعة كيلو في الدبة الواحدة، وهذا هو السر في نفادها في أقل من أسبوع في أفضل الأحوال، أما إذا كان المطبخ عامراً بكل ما لذ وطاب فربما لا تكفي يومين إلى ثلاثة, وتفسيراً لذلك قال أحدهم: إن المقصود بالمطابخ العامرة تلك التي تعمل من الصباح حتى منتصف الليل في طبخ وإعداد الوجبات الثلاث وما بينها من أكلات خفيفة. أنا شخصياً ناقشت أحد الزبائن في هذا الموضوع فحلف يميناً بأنه لم يقم بمثل هذا؛ لأنه تحايل وحرام, وهو يتحدث عن نفسه حسب قوله، الأمر الذي قد يفسره الآخرون بأنه يسمع على الأقل عن أشخاص يمارسون الغش والحيلة منذ مدة طويلة ويرفض الإفصاح عنهم، ومازال محاطاً بالشك في مصداقيته من أشخاص آخرين وغير بريء في نظرهم من هذه التهمة, وما هو الحل إذاً لضبط وزن اسطوانات الغاز إذا كانت المؤسسة وفروعها لا يلتفتون إلى معاناة المستهلكين المزدوجة والثلاثية أحياناً؛ لأن قلة المعروض مع نقص الوزن تساوي ارتفاع الأسعار بين حين وآخر..!