يصاب العاقل المتزن بالذهول عندما يجد أحزاباً في المعارضة تقول: إن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد فاجعة ,ولم تدرك هذه الأحزاب أن الفاجعة الحقيقية هي عدم احترام الإرادة الكلية للشعب ,ولم تدرك كذلك أن جوهر الديمقراطية هو الانتخابات ,وهذه هي الفاجعة فعلاً أن نجد أحزاباً سياسية ترفع الديمقراطية شعاراً تخادع به الجماهير والمنظمات الدولية وكل المهتمين بالشأن الانتخابي في العالم وتقول بأن إجراء الانتخابات فاجعة , ولم تدرك أن تحديد دورات انتخابية تجرى فيها الانتخابات في مواعيدها المحددة دستورياً وقانونياً بات من أعظم شروط الإيمان بالديمقراطية.. إن القول بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد فاجعة دليل أكيد على عدم إيمان القائلين بذلك بالممارسة العملية للديمقراطية ,وأن هؤلاء يريدون ديمقراطية من نوع خاص تحقق رغباتهم هم ولاقيمة للإرادة الشعبية عندهم , وهو تأكيد على عدم احترام الإرادة الكلية للشعب ,وتعبير واضح على حالة التعالي على الشعب والشعور بالخيلاء والكبر ضد الشعب ,الأمر الذي يقود الإرادة الشعبية إلى المزيد من عدم الثقة في مثل هؤلاء الذين لايمكن الركون عليهم في صناعة المستقبل الآمن. إن قولاً كهذا يؤكد على عدم جدية الإيمان بالديمقراطية ويعطي مؤشراً خطيراً يؤكد وجود أجندة ونوايا غير سليمة تجاه الشعب ,ويعد تحدياً صارخاً للإرادة الكلية للشعب صاحب المصلحة الحقيقية في إجراء الانتخابات في موعدها المحدد كما تشير هذه الأقوال والتصرفات غير السوية إلى وجود حالة من العداء المستحكم بين من يصرّون على عدم إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 27 أبريل 2011م والشعب ,لإدراك المعادين للشعب بأن عداءهم ووقوفهم ضد الإرادة الكلية لم يعد خفياً وبات مفضوحاً ويعرفه الصغير والكبير، ومادام الأمر كذلك فإن الاستمرار في ممارسة العدوان على الشعب وممارسة الاستهانة بالإرادة الكلية هي الطريق الوحيد لعرقلة الاستحقاق الانتخابي. لقد اتضحت الصورة وبان جلاؤها ,ولم يعد لدى من يعارض إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 27 أبريل 2011م داخل أحزاب المشترك مايقول من المماطلات والكيد سوى التحالف مع الشيطان من أجل أوهامه الشيطانية التي تدفعهم إلى الكيد السياسي والخروج على الديمقراطية وعدم الإيمان بمبادئها لأنها لم تحقق أحلامهم غير المشروعة ,ومادامت الأمور قد وضحت فإن على الشعب أن يحمي حقه الشرعي ويخوض الانتخابات بروح عالية بإذن الله.