انتشرت أمراض الشتاء هذه السنة بشكل غير مسبوق، كما يقول معظم الناس، وتشهد بذلك المشافي العمومية بعياداتها المختلفة والمشافي والعيادات الخاصة، فعندما يدخل أحدهم المشفى اليمني السويدي للأطفال مثلاً سيعتقد أن كل أطفال تعز مصابون بالإنفلونزا أو الزكام والسعال والقيء الذي يقال إنه يحدث كلما كان السعال شديداً.. وعندما تذهب إلى أي مشفى خصوصي أو عيادة خاصة تعتقد نفس الاعتقاد، لولا أنها ضيقة، وترى العجاب المتمثل في هلع الآباء والأمهات على أطفالهم ومدى استعدادهم بعزل الكثير في سبيل تقديمهم على غيرهم بحجة ارتفاع درجة حرارتهم واعتبارهم في حالة طارئة تستدعي تقويمهم في الدخول إلى الطبيب.. أما ما يتخوف منه الكبار - وأعني بهم الشباب - الذي قال أحدهم إنه لم يبرأ من السعال منذ شهر رمضان الفائت، وقد تناول علاجات مختلفة وكثيرة مقررة من عدد من الأطباء؛ لأن كل طبيب ينتقل إليه يلغي الروشتة السابقة ويحثه على استخدام العلاج الذي قرره له، ولكنه يستعجل النتيجة الإيجابية، فيذهب إلى الطبيب الثالث والرابع للحصول على الفائدة والحل لما حل به من أرق وضعف في الشهية والحمى.. وهذه الظاهرة يؤكد كل من سألناهم عن المدة التي قضوها في التردد على المشافي والعيادات الخاصة أنها غير مألوفة، ولا يدرون إن كان الخطأ هو في التشخيص في الفحص والمختبر والكشافة أم في عدم الالتزام بالتعليمات أم أن الأدوية فاسدة وغير أصلية أم في الجو العام المحمل بالجراثيم والأتربة المشبعة بالأوساخ وبأنواع الطعام الذي يتناولونه وفي النظافة المعدومة في المطاعم وفي بعض البيوت.. فإذا كانت جملة هذه العوامل المفترضة لانتشار أمراض الشتاء البارد القارس قد ساعدت في عدم فاعلية العلاجات، فماذا ستقدمه وزارة الصحة لمكافحة هذه الأمراض وإنقاذ الأطفال بالذات من خطر الموت، وتدعو المجتمع بأسره إلى الإصغاء والعمل بالتعليمات الوقائية، إن كانت لديها برامج عبر التلفزيون والصحف والإذاعات المحلية والملصقات والفرق الميدانية التي تراقب وتفتش على عمل المشافي والمراكز الصحية..؟ ومتى سيكون لوزارة الصحة دور يلمسه المواطنون في هذه الأيام التي اشتد فيها البرد ومضاعفاته..؟