إن العقل والمنطق يقودان الإنسان إلى حقائق الأمور من خلال التعرف على المؤشرات والقرائن والدلائل الموجودة أمام الإنسان وعلى ظهر الأرض، ولذلك لم يعد المواطن جاهلاً أو غير قادر على فهم الحقيقة التي أصبحت كضوء الشمس، ولن يجهد المنصفون أنفسهم في البحث عن الحقيقة التي يعمل من أجلها المخربون وقطّاع الطرق الذين يقتلون النفس المحرمة ويسعون في الأرض فساداً لإهلاك الحرث والنسل وتدمير الحياة الآمنة وزرع الخوف وبث الحقد والكراهية بين الناس وإحياء نزعة الثأرات وإشعال الفتن، ويتمترسون خلف شعارات يخدعون بها أنفسهم، لأن أفعالهم الإجرامية والإرهابية فضحت حقيقة أهدافهم العدوانية والشريرة. إن الهدف الذي يسعى المخربون إلى تحقيقه هو منع التنمية الشاملة وتعطيل حركة الحياة وزرع الخوف وإرهاب الناس ومحاصرتهم وإذلالهم وبث روح الإنهزامية والانكسار في نفوسهم وتحويلهم إلى مجرد أدوات طيعة بيد دعاة الفتن والتمزق، لايمتلكون حريتهم وينتزعون منهم آدميتهم وينهون كرامتهم بالقتل والسلب والنهب والسحل ومصادرة حقوقهم وممتلكاتهم، ثم العودة بالشعب إلى عهد الجرعات الدموية لتصفية بعضهم البعض، لأن الذين تربوا على سفك الدماء لايمكن أن يثقوا حتى في أنفسهم، فقد يلجأ الواحد منهم إلى اغتيال نفسه نتيجة للشك الدائم الذي يسيطر على حياتهم اليومية، ناهيك عن حالة الشك وعدم الثقة التي تسود بين أفراد عصابة التخريب والتدمير، الأمر الذي يقودهم إلى قتل بعضهم البعض بعد أن تكون سياسة التدمير الشامل التي جمعتهم قد قضت على الشعب ولم يعد في الساحة ما يمكن الاختلاف معه إلا أنفسهم الشيطانية. إن الصورة بينة وجلية ولاتحتاج إلى بذل العناء في سبيل إجلاء الصورة للعامة والخاصة مطلقاً، لأن مرحلة شمولية الحزب الاشتراكي التي دامت أكثر من عقدين من الزمن قد ربت العناصر التي تقوم اليوم بتدمير الحياة وقتل الإنسان ومحاربة التنمية وترويع الناس ومنعهم من كسب لقمة العيش والسيطرة على ما ادخروه من أرزاقهم ونثره على شياطينهم للإمعان في إيذاء الناس والتنكيل بهم، ولذلك لايجوز السكوت على هذه الأفعال الإهاربية مطلقاً، وعلى السلطات المحلية حماية المواطن والضرب بيد من حديد، وفرض الدستور والقانون على الكافة وملاحقة عناصر التخريب وتقديمها إلى يد العدالة لتريح الناس من دمويتهم وجورهم وهو الطريق الشرعي الذي يكفل حماية المواطن وحقوقه وعرضه بإذن الله.