النظام العربي والنظام الإسلامي يودعان العام 2010م ويستقبلان العام 2011م بعد تجربة نظرية وعملية وسلوكية كافية لإعادة النظر في علاقات الصداقة مع منظومة النظام الطاغوتي الرأسمالي الصهيوني الجديد.. وإدراكهم حسياً ألا مصداقية ولا وفاء ولا إخلاص ولاجميل ولاعرفان لدى النظام الرأسمالي الصهيوني الجديد, وجاءت وثائق ويكيليكس لتكشف وتفضح طبيعته الغادرة وسوء نواياه وخبث ما يبطن من مؤامرات وعدوان ضد العالم كله دون تفريق بين حليف أو صديق.. فتحالفه وصداقته في حدود حاجته, وفي حدود ما يخدم أهدافه, وتنفيذ مؤامراته ودسائسه.. ولا أعتقد إلا أن النظام العربي والإسلامي قد فطن إلى ذلك ومن كان في شك جاءت الوثائق “الويكيليكسية” لتبدل الشك باليقين عن طبيعة النظام الرأسمالي الصهيوني العالمي الجديد وخبثه وغدره ونواياه السيئة. إن المتوقع في العام الجديد أن تحدث تحولات عربية إسلامية نحو التحرر من الارتباطات مع النظام الرأسمالي الصهيوني والتوجه صوب نظام عربي جديد مقاوم ومناهض للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية, وتتحول الأنظمة العربية إلى تحالفات جديدة مع قوى الجوار الإسلامي.. ومن الطبيعي جداً أن تبدأ مكونات النظام العربي ببرامج سياسية تصوب الأوضاع السياسية والاجتماعية الداخلية, جنباً إلى جنب مع إصلاح النظم الاقتصادية لتصب في مصلحة الشعوب وأمنها واستقرارها استعداداً لإقامة منظومة عربية إسلامية سياسية واقتصادية واجتماعية تقف في وجه التيار الرأسمالي الصهيوني, وتزيل قنواته المتغلغلة في جسد العالم العربي والإسلامي, وهي طبعاً لن تكون تحولات مستغربة, بل هي تحولات طبيعية تحتمها عوامل عديدة يأتي في طليعتها تحقيق أمن واستقرار النظام العربي والإسلامي في القوة والنهضة العامة والشاملة. سوف تصاحب هذه التحولات لبناء تكتل عربي إسلامي استراتيجي تحولات في العلاقات مع القوى الدولية الأخرى مثل: الصين وروسيا والهند, وكذا فنزويلا والبرازيل، وبوليفيا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية, وذلك بهدف إعادة صياغة النظام الدولي على قاعدة العدالة والمساواة والتعاون.