على العقلاء والحكماء الذين غلّبوا المصلحة الوطنية العليا للبلاد والعباد أن يتصدّوا بشجاعة لدعاة الفتن وتخريب الوطن. وأن يكون الجميع في حالة استنفار تام لحماية المصلحة الوطنية العليا المتمثلة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي, والحيلولة دون وصول الساعين إلى إغراق البلاد والعباد في الفتن وأعمال العنف والتدمير. وأن يدرك الجميع أن الأمن والاستقرار من أعظم النعم التي ينبغي الحفاظ عليها, خصوصاً أننا في بلد التعددية السياسية والديمقراطية, وعقب الاستجابة الكاملة لكل ما تطرحه القوى السياسية المعارضة خصوصاً أحزاب اللقاء المشترك. وقد كشفت تلك الاستجابة الوطنية المسئولة أن هناك عناصر تُحرّك من الخارج وتعمل بشدة وفق أجندة خارجية, وأن المطالب التي رفعتها ماهي إلا غطاء, وأن لديها أهدافاً غير معلنة تتمثل في هدم الوطن وإشعال نيران الفتنة. إن الإصرار على تحريك الشارع هو إصرار على هدم الوطن وسفك الدماء وقتل النفس المحرمة, وتعطيل التنمية وتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ونشر الرعب والذعر في المجتمع. علماً أن كل ذلك الفعل الإجرامي لا يمكن أن يكون أداة للتغيير الإيجابي مطلقاً, ولن يجلب هذا الأسلوب إلا الدمار الشامل. ولذلك فإن على العقلاء أن يردعوا دعاة الفتن ويمنعوهم من العبث بالشعب, ولا يجوز إسقاط الأحداث الإقليمية على الوضع الداخلي لبلادنا مطلقاً. لأن الشعب اليمني قد مرّ بكل الأحداث واستفاد من دروسها, ووجد أن الحفاظ على سلامة الوطن من الفتن من أقدس الواجبات. أما الذين ينادون بالتغيير فإن عليهم أن يدركوا أن ذلك لا يأتي عبر القتل والنهب والسلب, بل عبر الانتخابات. وإذا كانت نيتهم صادقة فعليهم أن يبرهنوا للشعب صدق انتمائهم للوطن وجماهيره من خلال البرامج الانتخابية وحرصهم المطلق على الحفاظ على سلامة الوطن والمواطن على حد سواء لينالوا الثقة عبر صناديق الاقتراع في ال 27 من أبريل القادم بإذن الله.