الفضائيات العربية الإخبارية والغنائية وغيرها من تلك التي لا تهتم سوى بالإثارة وتضخيم الأخبار وتهويلها إلى الحد الذي ينتج عند المشاهد وجع الرأس والقلب وشحنه بالهم والغم ، والكرب، والخوف وإصابته بالإحباط واليأس وشل عقله وتفكيره عن الإبداع والخلق. وأحسن ما يمكن أن يشاهده المواطن المولع بالفضائيات تلك القنوات التي تبث برامج “تريح البال والعقل” مثل القنوات التي تبث برامج وأفلاماً ترفع من مستوى ثقافة ومعرفة المشاهد حول الحياة الطبيعية، والحيوانية، والتطورات الصناعية والزراعية والاجتماعية، وثقافات الشعوب القديمة التي خلفوها وراءهم إلى اليوم لنقرأها ونعرف كيف عاشوا، وأقاموا حضارات بإمكاناتهم البسيطة والأولية، تثير الدهشة والانبهار عند إنسان العصر رغم تقدمه وتفوقه. ناهيك عما تبثه هذه القنوات من أفلام عن كوكبنا الجميل بدءاً من حياة الصحاري الجليدية والرملية، ومروراً بالمناطق الاستوائية والموسمية، المعتدلة، والباردة.. فيتعرف المشاهد أيضاً على الحياة النباتية والحيوانية والسكانية في أي إقليم على سطح الأرض فيكتشف كم هي أرضنا جميلة، ومتنوعة الحياة والثقافات والإمكانيات ..وكيف تكيف المخلوقات الحيوية “إنساناً، وحيواناً، ونباتاً، وطيوراً، وزواحف وحشرات” نفسها مع ظروف الإقليم الذي تعيش فيه لتحافظ على عيشها وبقائها، وكيف تبتدع وسائل وطرق وأساليب الاستثمار بيئاتها الطبيعية في البر والبحر والجو ..في المناطق الباردة، والمعتدلة، والحارة، أو في المناطق القاحلة، أو الخضراء. مثل هذه البرامج أيضاً تطلعك على ثقافات الشعوب الاجتماعية عادات وتقاليد، وفلكلوراً شعبياً، ونشاطاً اقتصادياً، واجتماعياً، ومصادر معيشية ومطابخ وتعليماً، ومنازل ومدناً وقرى “قديمة وحديثة” واختراعات وتطورات ومشكلات، وعلاقات بالبيئات المحيطة، وتأثيرها سلباً وإيجاباً ومعتقدات وعبادات وكوارث...الخ. إنها قنوات تبث الثقافة والمعرفة وتطلعك على الحياة في كوكبنا الأرضي من العصر البدائي، وحتى العصر الحاضر. قنوات ممتعة، ومريحة، تزيل الهم، والغم, وتدعوك إلى التفكير في الماضي، والحاضر، والمستقبل ب”راحة بال”.