إنه العلاج دون أي علاج, ويعرفه الأطباء ويجهله المرضى، وهو يفعل ليس من الخارج بل من الإيحاء للمريض أنه العلاج فيستخدمه المريض فيطيب, وهذا من أعظم أسرار الشفاء في البدن. وقد يقول أحد: وما هو؟!.. وجوابي ليس بشيء, بمعنى أننا نقول للممرضة اعطيه حقنة بلاسيبو, فتذهب الممرضة فتحقن المريض بالماء وهو يظن أنه يحقن بالدواء, وتحت وحي هذا التأثير يشفى تلقائياً لأن جسمنا مبني أنه يمكن أن يشفي نفسه بنفسه. وهذا له قاعدته الكيماوية وهو إفراز هورمون سحري تم اكتشافه وهو الاندومورفين, يفرز من الدماغ فيخفف الألم ويشفي الإصابة ويعدل المزاج. وقد تمت دراسة هذا الموضوع حالياً على يد لجنة تخصصية في إيرلندا لمعرفة القاعدة العلمية وطرائقها من أجل تعميمها. ومن أعجب القصص التي جمعوها عن قديسة في فرنسا اسمها برناديت ميتة منذ 120 سنة ومازالت محافظة على شكلها ويزور ضريحها كثير من الفرنسيين على أمل الشفاء وشفي عندها طبيب فرنسي اختصاصي في التخدير من مرض عصبي خطير هو التصلب اللويحي. ويبدو أن الشفاء يتم عند الاعتقاد بالشفاء, وأعجبتني كلمة سمعتها من الأخ الفاضل الخنيني: «ألا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا» وعكسها أن عقيدة الشفاء تشفي برفع قوة المقاومة الداخلية. وفي مشفى فيكتوريا في مدينة بريطانية اتصل الدكتور البرت مايسون بدكتور الجلدية ليقول له إنه عالج مريضاً مصاباً بالثآليل, وهي تطيب بالتأثير النفسي وصور الحالة وعرض أثر البلاسيبو عليه وصعق الدكتور لما رآها قال له إنه ليست حالة ثآليل بل مرض الجلد الفيلي, ولما دخل هذا في روع الطبيب المعالج لم تشف بعدها على يده حالة واحدة على الرغم من تدفق الآلاف عليه يبتغون الشفاء على يديه, والسبب قال إنه بدا هو يعتقد أن لن يشفى فلم يشف مريض بكل بساطة. ومن أعجب التجارب تلك التي أجريت في جامعة تورين على المرضى لتخفيف الألم فكانوا يحقنون ببلاسيبو بعد تعريضهم لصدمات كهربية وإيهامهم أنهم يأخذون مسكنات, وكانوا كذلك, ولكن بعد فترة لم يعودوا يحقنون بالمسكنات ورفع عيار الكهرباء واستجابوا لوهم العلاج, فسبحان الله عن الطاقات المخفية داخلنا. وفي مشفى جراحي تم إيهام مريض مصاب بقسط في الركبة لا يستطيع المشي عليها بحيث أدخل العمليات وأجري شق جراحي على الركبة وخيط ولكن دون أي جراحة, فقام يمشي وهو يظن أن علته عولجت ولم يعالج بشيء, فسبحان الله. واليوم خصصت أمريكا خمسة ملايين دولار لأبحاث البلاسيبو لتحويلها إلى علم مؤسس. ويروى من تاريخنا عن أحد الصالحين أنه لما تعفنت قدمه وتم بترها قال لهم سأبدأ صلاتي فإذا باشرت باشروا القطع وصبر ولم يهتز. “ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.