كتب الشاعر المتنبي قبل حين عن منازل القلوب وهو يتغنى بمنازل أيامنا الشاخصة بوصفها بيوتاً، كما كتب الرائي الكبير ابن عربي عن منازل النفوس هو في معرض الإشارة إلى البوارق واللوامح القائمة في أساس المعاني وتداعياتها اليومية. واليوم نراقب قانون التاريخ ومنازله المتعرجة لنرى مايفعله التاريخ بالرواسخ والشوامخ، وكيف يسخر من الزمن ليحيلنا جميعاً الى دهر لم نكن نتوقعه قبل حين . هذا ماحدث في مصر وتونس، ويواصل وقع خطاه الثابتة في أقاليم الجغرافيا العربية التي طالما تحصنت بالإقامة المسترخية في مرابع الماضي المفارق لمغزى العصر واستحقاقاته . توفر النظام العربي عن كل أسباب الوهم، وفاض بالسفر إلى متاهات الادارة بالتكتيكات والمناورات والأزمات، متناسياً أن للتاريخ مقولته وقوانينه الصاعقة، وهكذا فاض الاناء بما حمل ، وتبارى المتبارون بحثاً عن الصلاح في زمن قد تآكل، وتجاوز الشارع العربي أمنيات المتمنين في السلطة والمعارضة، فبدا التاريخ حاضراً بمنازله المتعرجة ودهائه العظيم، فإلى أين المفر؟. [email protected]