الحوار الوطني لازمة جوهرية لا مفر منها ، ذلك إنه التتويج الطبيعي لكامل المقدمات التي شهدناها خلال السنة المنصرمة ، مع اليقين الضمني بأن ما أنجز يدخل في باب المخاض العسير لا الإنجاز المريح للنفس ، فالثورة الشبابية والجماهيرية السلمية مهدت الطريق لإصلاحات جوهرية ، ووضعت مسؤولية جسيمة أمام فرقاء التوافق ، وكانت مطالبها الأساسية ومازالت شاخصة، تدعونا للعمل الجاد باتجاه التنفيذ الناجز لتلك المطالب. ومهما يكن من أمر ، فإن السير على درب التوافق لا الوفاق كان له بعض الجوانب السلبية ، حيث انبرى الرافضون للتغيير في مقارعة الحق بالباطل ، وخلط الأوراق ، ولبس مسوح ( الثعلب الناسك ) الذي كتب عنه أمير الشعراء العرب أحمد شوقي ذات يوم بعيد من تواريخ متاهاتنا قائلاً: برز الثعلب يوماً فيً ثياب الواعظينا ومشى في الأرض يهدي ويسب الماكرينا إلى أن قال : بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا إنهم قالوا وخير القول قول العارفينا مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب دينا وقبلها قال زهير بن أبي سلمى: ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى عن الناس تعلم وإن سفاه الشيب لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم اكتفي بهذه الأبيات المحفوظة عن شوقي وزهير، وأترك الأمر لواسع نظر القارئ الكريم . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك