يبدو أن الذين يصرّون على الفتنة لم يعد لديهم قدر من الشعور بأمانة المسئولية, ولم يعد لديهم أثر للقيم الإنسانية وبات همهم الأكبر سرعة الوصول إلى السلطة على رقاب البسطاء من الناس الذين غرروا بهم في ساحات الاعتصام, وأن هؤلاء وأمثالهم الذين يسيرون في هذا الطريق المظلم قد أغلقوا عقولهم ورموا كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله خلف ظهورهم, وكأن الشيطان قد فتح لهم باباً جهنمياً للوصول إلى السلطة عبر الفوضى والإضرار بحياة الناس كافة وتدمير الاقتصاد وإشعال الحرائق وتمزيق الوحدة الوطنية. ولئن كانت أحزاب اللقاء المشترك قد سلكت طريق الشيطان الرجيم من أجل الوصول إلى السلطة, فإن الواجب يحتّم على العقلاء داخل هذه الأحزاب أن يتقوا الله في الناس الذين يسوقون بعض هؤلاء في اللقاء المشترك إلى باب جهنم وينبغي الوقوف أمام هذا الجنون السلطوي ومعرفة آثاره وأبعاده, ولماذا الاستعجال للوصول إلى السلطة عبر طريق الشيطان؟ ألا تعلمون بأن الوصول إلى السلطة عبر هذا الطريق الجهنمي لايمكن أن يحقق الأمن والاستقرار؟ ألم تستفيدوا من تجارب التاريخ السياسي اليمني القريب والبعيد؟ ألم تعلموا بأن الأمن والاستقرار لايمكن أن يتحقق إلا إذا تحققت الإرادة الشعبية التي تعني في المفهوم السياسي الشرعي الرضا والقبول؟ إن الانقلاب على الشرعية الدستورية والوصول إلى السلطة عبر الفوضى لايمكن أن يحقق الرضا والقبول الذي يمنح الشرعية ويحقق الأمن والاستقرار. إن مبادرة رئيس الجمهورية على قدر كبير من أمانة المسئولية وتحقق الرضا الشرعي والقبول الشعبي والأمن والاستقرار وتعزز الوحدة الوطنية وتجسد المشاركة السياسية, فلماذا الإصرار على رفضها وعدم الانتقال إلى ترجمتها من خلال الآلية المقترحة بتشكيل لجنة دستورية من مجلسي النواب والشورى والفاعلية السياسية في الساحة الوطنية لإعداد صيغة مشروع دستور جديد يحقق الانتقال إلى النظام البرلماني ويعتمد القائمة النسبية في العملية الانتخابية ويقود إلى الحكم المحلي كامل الصلاحيات وإنشاء الأقاليم اليمنية, إننا نناشد الخيرين في ساحة العمل الوطني السياسي بضرورة الالتفاف حول هذه المبادرة والعمل على ترجمتها عملياً بدلاً من الفوضى والسعي لسفك الدماء فهل سنجد صوتاً عاقلاً نأمل ذلك بإذن الله.