بقدر الإيمان بأهمية الحفاظ على الأمن باعتباره من أعظم النعم فإن الواجب على الكافة أن يحافظوا عليه باعتباره أساس الحياة الآمنة، وبدونه لا تتحقق المتطلبات الضرورية للحياة، فعندما يتزعزع الأمن وتنتشر الفوضى والفتن فإن نعمة الأمن تزول ، ويصبح هم الإنسان أن يجد مكاناً آمناً. وقد صور عظمة هذه النعمة حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حديث قال فيه: إذا بات مؤمن آمناً في سربه معافى في بدنه يمتلك قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . إن المشهد السياسي اليوم لا يبشر بالحفاظ على نعمة الأمن، وبات البعض من القوى السياسية التي تريد الوصول إلى السلطة بأي ثمن، والبعض منهم يريد الانتقال الشخصي الجاهلي . يعمل هؤلاء باتجاه إشعال حرائق الفتن من أجل مصالحه الخاصة ونزعته الانتقالية على حساب أمن وسلامة الملايين من أبناء الوطن الذين ينشدون السلام والمحبة والوئام ويحافظون على نعمة الأمن التي تعد من النعم إذا توفرت استطاع الإنسان بعدها أن يسعى لتوفير كافة متطلبات الحياة. إن النزعة العدوانية والانتقامية وعشق السلطة والغرور والكبر قد سيطر على المغامرين أصحاب الطموحات السياسية والثأرات الجاهلية، ولم يعد يهم هؤلاء قضايا الأمن والأمان، بل إنهم يرون بأن مصالحهم لايمكن أن تحقق إلا في ظل الفوضى والفتن ولا يمكن أن تحقق رغبات بعضهم في الانتقام إلا في ظل الفوضى وعدم الاستقرار السياسي، ولذلك فإن هؤلاء قد خرجوا عن منطق التفكير بعقلانية ولم يعد للحكمة مكان لديهم، وبات الشيطان هو المسيطر على تصرفاتهم يزين لهم الأقوال والأفعال العدوانية ، ولم يعد أمثال هؤلاء يفكرون في عواقب أقوالهم وأفعالهم مطلقاً منطقهم هو السلطة بأي ثمن. إن التفكير السادي والأناني لايمكن أن يحقق الرضا والقبول لدى الشعب بأصحاب هذا التفكير الهمجي، وسيقود إلى الرفض الدائم والمستمر ويخلف أحقاداً وضغائن ومحناً لا تزول إلا بالعودة إلى الحكمة والإيمان وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنع الفوضى وإخماد الفتن والالتزام بالطرق الشرعية والدستورية في الوصول إلى السلطة، وقد برهنت الأحداث السياسية في بلادنا منذ فجر التاريخ أن محاولة أية فئة الطغيان واحتكار السلطة أو الوصول إليها عبر الانقلابات والفتن لن يُكتب لها النجاح على الإطلاق ، فهل حان الوقت للعودة إلى جادة الصواب والاندفاع نحو الحوار من أجل الوطن ؟ نأمل ذلك بإذن الله.