البحث المضني في مجال خدمة بناء الدولة اليمنية وتحقيق الخير العام للناس كافة والعمل على إنجاز صناعة الدستور, والبعد المطلق عن التسويف أو المماطلة من الأمور الأهم التي ينبغي التركيز عليها خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية, ولذلك يرى الخيرون من أبناء البلاد أن حالة المهاترات واختلاق الأزمات التي تظهر بين الحين والآخر, لايمكن أن تحقق بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يتغنى بها بعض عشاق السلطة, كما أن مناقضة المبادرة الخليجية وتحدي السواد الأعظم من الشعب الذي رفض الفوضى والتدمير وأصر على الحفاظ على مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع من الأمور الخطرة التي لاتخلق الرضا والقبول الشعب, هي تحد للإرادة الشعبية وميل فاضح لتحقيق رغبات خاصة لاصلة لها بالسواد الأعظم من الإرادة الكلية للشعب. إن التسوية السياسية التي سلكها اليمنيون تعد إنجازاً عظيماً ينبغي الاستمرار فيه وعدم الإثارة من خلال الممارسات التي لاتحقق المفهوم العملي للتسوية السياسية بقدر ما تحقق رغبة الاستغلال والابتزاز والانتهازية على حساب الإرادة الكلية للشعب, ومن أجل ذلك نجدد التحذير من المضي في هذا الاتجاه الذي لايخدم الوئام والوفاق الوطني, لأن النزول عند رغبات خاصة على حساب الوطن من أخطر الأمور التي تنذر بالمخاطر وتعطي فرصة لمزيد من الابتزاز والانتهازية. إن الإصرار على تنفيذ المبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة لإنهاء التسوية السياسية من الأمور التي ينبغي الإصرار عليها حتى لا تتاح الفرصة لاختراقات جديدة تحقق رغبات خاصة على حساب الإرادة الكلية للشعب, وهنا ينبغي على العقلاء أن يدركوا أهمية عدم تجاوز الوفاق ومنع الاختلاف وأن يعمل الجميع على تأكيد الإرادة الكلية بدلاً من العمل على تحقيق الرغبات الخاصة تحت مسميات التغيرات الثورية, لأن الحفاظ على الوفاق هو الطريق الآمن للوصول إلى الصواب والانتقال إلى مرحلة جديدة من الحياة السياسية الأكثر تطوراً وتوحداً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك