إن الفتنة التي أُشعلت في البلاد قد طغت على عقول بعض القيادات الحزبية، ولم يعد ذلك البعض من القيادات يقبل التفرقة بين الفتنة والحزبية مطلقاً، ونتيجة لذلك الخلط فقد ترسخ لديها فكر متحجّر ومتصلّب غير قابل بالحوار، ولم يعد يقبل بالحجة والبرهان لأن الحزبية والفتنة باتت لديه غاية مرحلية تحقق له الغاية الكبرى وهي الوصول بعد ذلك إلى السلطة، ولذلك نجد ذلك البعض ماضياً في طريق العنف والتخريب والتدمير ولم تعد قيم الدين والأخلاق تردعه لأن في رأسه شيئاً خطيراً يقضي على الأخضر واليابس في سبيل الوصول إلى كرسي الرئاسة بأي ثمن كان. إن التفكير في كرسي السلطة فقط أمر لايقبله الشعب مطلقاً ومهما حدث من فتن وخراب وتدمير فإن الشعب لن يقبل بمن يجعل من الحروب وسيلته للوصول إلى السلطة ولن يقبل به مهما كانت قوته وجبروته, ومهما تحالف مع شياطين الإنس والجن من أجل تحقيق هدفه السلطوي النفعوي الفئوي، وقد بات الشعب واعياً وينظر من الآن الآثار التي ستلحق به في حالة وصول النفعيين وأصحاب الطموحات غير المشروعة الذين لايؤمنون بقيم الدين بقدر إيمانهم بالفوضى الخلاقة ولايؤمنون بقيم الديمقراطية بقدر إيمانهم بالعنجهية والتسلط، ولا يؤمنون بالوحدة اليمنية بقدر إيمانهم بمصالحهم الشخصية ولا يؤمنون بقيم الوحدة العربية والإسلامية بقدر إيمانهم بالمنافع الفئوية الدنيوية الزائلة، لايؤمنون بعزة اليمن ومجدها وشموخها بقدر إيمانهم بذواتهم وكبرهم على الآخرين. إن الذين يسيرون في طريق الفتنة من أجل الوصول إلى السلطة لن يقبلهم الشعب لأنه أدرك تماماً أن أولئك وأمثالهم يريدون استعباد الشعب ونهب حريته واغتصاب كرامته، ولذلك فإن الشعب كل الشعب لن يقبل بهم، وسيصبح العار على الذين خرجوا من معسكر الخير والإنسانية واتجهوا إلى معسكر الشر والعدوان والاستعباد وسيسجل التاريخ مواقف الشرف والكرامة ويسجل مواقف الخزي والعار، فهل يدرك العقلاء والحكماء أين تكمن مصلحة الشعب اليمني ويقولون كلمة الحق ونسعى جميعاً من أجل المشاركة الشعبية الواسعة والأمن والاستقرار؟ نأمل ذلك بإذن الله.