الكثير ممن يسقطون في أولمبياد الحياة هم ضحايا أفكارهم السوداء ومشاعرهم المتحوصلة على الذات, وغالباً ما يسردون كل المبررات التي تؤطر فشلهم وتؤكد شرعيته، ولا يأبهون لحقيقة أن مصير أي شخص هو نتاج طريقة تفكيره وأسلوب حياته، ولا يستطيع أي كان أن يمدك بأسباب النجاح طالما ارتضيت أن يكون عقلك وإحساسك تربة ملائمة لنمو الصور الذهنية السلبية ومشاعر لإحباط وطالما بقيت مسجوناً في قالب مشحون باليأس وأسيراً للضيق من الحياة والشكوى المستمرة من الناس والبحث المتواصل عن حائط مبكى إنك تستطيع أن تجعل الحياة جنة من فردوس بتفاؤلك وإيمانك بالله وأخذك بأسباب التقدم وإصرارك على التفوق وتحديك للألم مهما كانت الصعوبات، ومن السهل أن تهبط إلى الحضيض إذا كنت سريع الانفعال تنتظر مخلصاً يأتي إليك دون أن تحاول أن تسلك الطرق المؤدية للنجاح ودون أن تبحث عن كل الوسائل والخيارات المتاحة. إن التوكل على الله لا يعني مجرد الكلام, بل يقتضي أن تكون جاهزاً لاقتناص الفرص الثمينة ويفترض الإلمام بالمهارات اللازمة والتحرك في الوقت المناسب, ومع الأشخاص المناسبين وأن يكون هدفك نبيلاً وقبل ذلك العلاقة الجيدة مع الله ومع الناس. إن أكبر معجزة في هذا الكون هي أن الإنسان إذا ما أراد أن يكون في القمة فإنه يستطيع ذلك وأنه إذا توفرت الإرادة فإنه بالضرورة تتوفر الوسيلة. إن الفرق بين الأشخاص الناجحين والفاشلين هو فرق إرادات وليس فرق إمكانات. وتفاؤل الإرادة يفضي إلى حشد الجهد وتعبئة الطاقة في الاتجاه الصحيح المؤدي إلى الغرض, وهنا فقط تثمر الفرص ويبرز الحظ الذي يعني تلاقي الرغبة الملحة مع الفرص المواتية وفي هذه الحالة تتضاعف قدرة الإنسان وتحلق روحه في فضاءٍ من السعادة والرضا وفي مناخ من الأمل المتصاعد. وفي المقابل فإن تشاؤم العقل يفضي بنا إلى هدر الجهد وبعثرة الطاقة وضبابية الرؤية ورمادية الموقف والوقوع في أسر المواقف المتخشبة والقوالب الجامدة ومآل ذلك انهيار الفرد أو على الأقل توقف تطوره. على المرء أن يتسلح دوماً بالمشاعر الايجابية؛ لأن من شأن ذلك شحن بطاريته النفسية ومضاعفة قواه وجذب كل ماهو محبب إليه والنتيجة المزيد من رصف الطريق المؤدي إلى الهدف. إن علوم البرمجة اللغوية قدمت الكثير من المعارف في هذا الحقل, وعززت ثقة الإنسان بنفسه وفجرت كنوزه الذاتية وكشفت أن مصير الإنسان بيده, وما علينا سوى مطالعة أبحاثها.