• كان ولا يزال وسيظل الحوار هو الوسيلة الحضارية المثلى لحل كل المشكلات والقضايا المختلف بشأنها ولو كانت هناك مصداقية وتنازلات من قبل قيادات أحزاب اللقاء المشترك في تجنيب الوطن مغبة الانزلاق نحو نفق مظلم لما عملوا على إغلاق كل الأبواب والنوافذ التي تم فتحها للحوار الوطني الجاد والمسؤول وما كانت الأمور لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم من التعقيد والتداعيات الخطيرة على الوطن والشعب اليمني. • من المؤسف جداً أن نجد علماء يؤيدون من يقول أن الحل ليس بالحوار وإنما بالانقلاب على الشرعية الدستورية وعلى النهج الديمقراطي وبالفوضى والتخريب بل ويجيزون ذلك ويعتبرونه جهاداً عظيماً واختراعاً جديداً ويفتون بجواز قطع الطرقات والشوارع ولتعطيل مصالح الناس وتحريض الشباب على العنف وإيهامهم بأن من سيموت منهم هو شهيد في سبيل الله وكأن أولئك الشباب سيواجهون العدو الصهيوني أو احتلالاً أجنبي وليس إخوانهم وأقرباءهم وأصدقاءهم وأبناء وطنهم رغم أنهم يعرفون حق المعرفة ماذا قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وماذا قال رسولنا ومعلمنا وهادينا إلى سواء السبيل محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. • والمؤسف أيضاً أن هناك مثقفين وأكاديميين وتربويين وإعلاميين لا يرون أن الحوار هو الحل وإنما الحل في رحيل الرئيس بل أن البعض يرون أن الحل في رحيل النظام بالكامل ومن ثم يتم الحوار ولا ندري مع من سيكون الحوار ومن سيحاور من؟ • وأجزم ومعي الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يخرجون إلى الساحات والشوارع تأييداً للحوار والشرعية الدستورية والأمن والاستقرار ورفضاً للفوضى والفتنة والتخريب، إضافة إلى الأغلبية الصامتة أن الحوار هو مفتاح الفرج لهذه الأزمة التي تشهدها بلادنا والتي تتطور تداعياتها الخطيرة يوماً بعد آخر لا يمكن أبداً إيقافها إلا بالجلوس على طاولة الحوار لإنقاذ الوطن والشعب من الانزلاق نحو فتنة لا تحمد عقباها. • الواقع الذي يعشه شعبنا اليمني اليوم يتطلب من كل الوطنيين الشرفاء في السلطة والمعارضة والمستقلين وفي مقدمتهم العلماء الأجلاء والحكماء والعقلاء وأصحاب الحل والعقد أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية أمام الله والوطن والشعب والتاريخ.. فاليمن في خطر والمؤامرة أكبر من المطالبة برحيل الرئيس أو إسقاط النظام فهي باختصار إسقاط اليمن الموحد من المعادلة الإقليمية والدولية فهل نعي ذلك؟ [email protected]