الثاني والعشرون من مايو 1990م. مثلّ ميلاداً جديداً لليمن واليمنيين ،حيث تم في هذا اليوم المجيد إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً بعد عقود طويلة من التشطير وذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولاً ثم الوطنية الصادقة التي بذلت من قبل كل الوطنيين والوحدويين الشرفاء وفي مقدمتهم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي أراد الله أن يتم إعادة الوحدة على يديه وكتب الله النصر على مؤامرة الردة الانفصال عام 1994م تحت قيادته الحكيمة .. وها نحن اليوم نحتفي بالعيد الواحد والعشرين لإعادة الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية في ظل ظروف استثنائية يمر بها الوطن جراء الأزمة السياسية التي تتطور تداعياتها المؤسفة يوماً بعد آخر منذ ما يقارب الأربعة أشهر وهو ما يستدعي من كل أصحاب الحل والعقد من العقلاء علماء وسياسيين ومفكرين ومشايخ ووجهاء وشخصيات اجتماعية العمل على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين أطراف الخلاف لتجنيب البلاد مغبة الانزلاق نحو فتنة لا تحمد عقباها، فلابد من تحكيم كتاب الله وسنة رسوله امتثالاً لقولة تعالى :«فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر» صدق الله العظيم. لابد من تغليب المصلحة الوطنية العليا وإعمال العقل والمنطق والقبول بالعودة إلى طاولة الحوار لمناقشة كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن والاتفاق على إخراج البلاد والشعب من هذه الأزمة بطريقة سلمية، فالحوار هو الأسلوب الأمثل للاتفاق على كل القضايا الخلافية والحفاظ على المكاسب الوطنية التي تحققت لشعبنا اليمني وفي مقدمتها المنجز التاريخي العظيم الوحدة اليمنية وكذا منجز النهج الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية بهدف التداول السلمي للسلطة. على الجميع في السلطة والمعارضة أن يدركوا جيداً أن اليمن قد عانت الكثير من المآسي والآلام وجرب اليمنيون جميع أشكال الحكم سواء الإمامي والسلاطيني قبل الثورة 26سبتمبر 62م و14 أكتوبر63م والاستقلال الوطني ال30 من نوفمبر 1967م، أو الحكم العسكري أو حكم الحزب الواحد قبل إعادة الوحدة في العام 1990م، أو حكم الائتلاف الحزبي الثنائي أو الثلاثي أو حزب الأغلبية بعد الوحدة.. جميع صيغ الحكم تلك جانبها الكثير من الأخطاء والانفراد باتخاذ القرارات التي تحدد مصير الشعب والوطن، ونعتقد أن المرحلة القادمة تتطلب الانتقال إلى صيغة جديدة للحكم تتوافق مع تطورات العصر وتتواكب مع تطلعات الشباب وكافة أبناء الشعب اليمني في يمن جديد خالٍ من الفساد والمحسوبية والوساطة تتحقق فيه المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص في الوظيفة العامة بين كافة أبناء الوطن بحسب المؤهل والكفاءة والقدرة بغض النظر عن الانتماء الحزبي .. وهذا الانتقال يجب ألا يتم عن طريق الفوضى والانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية لأن ذلك سيؤدي إلى إشعال الفتنة بين أبناء الشعب اليمني الواحد والتي ستحرق الأخضر واليابس ولن تبقي أو تذر ولن ينجو منها أحد وإنما يجب أن يكون الانتقال عبر الأسس الديمقراطية والدستورية والشرعية وبأسلوب حضاري لتجنيب البلاد كارثة لا يعلم إلا الله عواقبها الوخيمة، ويمكن القول بأن الحوار هو البوابة التي يجب أن نعبر من خلالها إلى انتخابات رئاسية مبكرة تنقلنا إلى رحاب اليمن الجديد والمستقبل الأفضل.. [email protected]