«هل تراجع تأثير المفكرين في أوضاع مجتمعاتهم ، أم أنهم ماتوا نهائياً أو لم يعد لآرائهم أي قيمة تذكر»؟ د/ أحمد أبو زيد - كاتب ومفكر عربي الواقع ان كل عصر ينجب مفكريه ومبدعيه الذين يعبرون بآرائهم وإبداعاتهم وانتقاداتهم الصادقة عن الأوضاع المتردية والوصول إلى حلول للإصلاح.. فلا ندري هل أصبح دور مفكري هذه الأيام ضعيفاً ؟ أو آراؤهم وإن كانت صائبة لا قيمة لها عند حكام هذا العصر؟ هناك من يقول: إن المفكرين والمبدعين في عصرنا هذا لم يعودوا يحظون بالاحترام والتقدير اللذين كان مفكرو القرن الماضي يتمتعون بهما.. كل هذه الأمور تواجه المجتمع العربي برمته. لكن بعد فوات الوقت، فلو تقاربت أفكار المثقفين والعلماء والمفكرين من الحكام لكان الوضع أفضل قبل انفجار الشوارع بالاحتجاجات والمظاهرات والمطالبات الملحة بالعدل وإحقاق الحق. فعن المفكرين الجدد يقول الكاتب/ د. أحمد أبو زيد “قد نجد شيئاً من التشاؤم في مجتمعاتنا العربية التي تشكو من خلو الساحة من المفكرين ذوي التأثير الواضح الذي كان يتمتع به مفكرو القرنين الماضيين.. الذين لعبوا دوراً أساسياً في النهضة العربية في كل المجالات وأسهموا في تشكيل العقل العربي المعاصر فمشكلة تراجع دور المفكرين الذين يصفه البعض في الخارج بأنه “ موت المفكرين” مشكلة عالمية تعاني منها معظم إن لم يكن كل دول العالم مع وجود تفاوت في مدى وعمق الشعور بهذه المعاناة ووسائل مواجهاتها وهي مشكلة سوف تتفاقم في الأغلب خلال العقود القادمة من هذا القرن الحادي والعشرين”. هذا وقد يكون هناك شيء من المبالغة فلا تزال هنا أو هناك عقول نيرة ومفكرون عظماء. فكل عصر ينجب المبدعين والمفكرين. وهناك شكوى عامة من اختفاء الأصالة والصراحة والصدق لدى الأجيال الجديدة من المفكرين قد تكون لهم معالجات للأوضاع لكنها سطحية. والإعلام العربي فيه للأسف من التقديس والمبالغة في المديح وعدم توضيح الحقائق.. فالمأخذ الأساسي الذي يؤخذ على وسائل الإعلام هو أنها أصبحت إلى حد كبير أداة تسطيح للفكر المنور ونشر الأفكار والآراء البسيطة، أو حتى الساذجة على نطاق واسع مما حرم المفكرين الجادين من وسيلة قوية وفعالة كان يمكن استخدامها بكفاءة في تنوير الرأي العام بحقيقة الأوضاع في العالم وتحقيق التغيرات الاجتماعية والسياسية المطلوبة. فلماذا لا تنشر الوسائل الإعلامية الآراء الصائبة للمفكرين والمثقفين المبدعين؟. والمفروض أن تكون ميادين البحث والدراسات والتحليلات ومصادر المعلومات ومجالات المعرفة أكثر رحابة للمفكرين والمبدعين وإن كان هناك عدد من المفكرين الجدد يشغلون وظائف حكومية كبيرة تفرض عليهم الالتزام بسياسة معينة بل والدفاع عنها وتبريرها بعد أن كان مفكرو الأجيال السابقة ينتقدون الأوضاع.